شهدت الدبلوماسية السعودية نجاحات مبهرة، بأكثر مما كان متوقعاً، وفي حدود ما كان هدفاً سعودياً تم السعي لتحقيقه، وذلك في يومين حافلين بالمباحثات واللقاءات، بعضها اجتماعات عمل ثنائية، وأخرى ذات شأن بالتطورات المتسارعة والخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ودولها.
* * *
ففي البيت الأبيض، كان الرئيس أوباما وفريق عمله من جانب، وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفريق عملهما من جانب، حاضرين ومهيئين للاتفاق في جلسة عملهما على ما تم تحضيره مسبقاً لهذا الاجتماع، بالتأكيد على متانة العلاقات الثنائية والمضي في تعزيزها، بأخذ المزيد من القرارات التي تجدد مسيرتها، وتزيل ما قد يكون هناك من سوء فهم حولها.
* * *
تحدث الوزير عادل الطريفي عن أجواء لقاء البيت الأبيض فوصفه بالإيجابي، وقال لرؤساء التحرير إن هذا اللقاء جاء ليؤكد من جديد عمق العلاقات التاريخية بين المملكة وأمريكا، وأن ما يقال عن تراجع في هذه العلاقات غير صحيح وينفيها ما خرج به الوفد السعودي عالي المستوى من انطباع ممتاز بحسب التفاهم الذي تم بين صاحبي السمو والرئيس الأمريكي.
* * *
أسهب وزير الثقافة والإعلام في الحديث، وأدخل رؤساء التحرير في أجواء هذه المباحثات بتفاصيل كثيرة، بلغة سهلة، وعبارات أنيقة، ووضوح كشف للحضور كم كان اجتماع البيت الأبيض مفيداً لكلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية.. وقد كانت إجابات الوزير الطريفي على أسئلة رؤساء التحرير بعد أن قدم لهم إيجازه، تنم عن تطور في العلاقات بين الدولتين، وعن فهم أمريكي لتخوفات سعودية وخليجية مما تمر به المنطقة على استقرار وأمن دولها.
* * *
ومن الرياض، كان الملك سلمان يتابع ما يجري في واشنطن مع الرئيس أوباما ومع سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد حرصاً منه على أن تكون نتائج المباحثات بمستوى التحدي الكبير الذي يجب أن تواجه به سخونة الأحداث التي تمر بها المنطقة، وأن يتأكد أن ذلك يتحقق من خلال العلاقة السعودية - الأمريكية المتميزة، مذكراً الرئيس الأمريكي بما تم التفاهم عليه معه خلال زيارته للرياض والتقائه بالملك سلمان، وما سبق اللقاء بينهما وبعده من اتصالات هاتفية.
* * *
وكان هناك لقاءات عمل أخرى مهمة لكل من سمو الأمير محمد بن نايف وسمو الأمير محمد بن سلمان مع عدد من المسؤولين والقيادات الأمريكية كان من بينها اجتماع عقد بين وزيري الدفاع في كل من المملكة وأمريكا في وزارة الدفاع، وقد سبق الاجتماع استعراض الأمير محمد بن سلمان لحرس الشرف، فيما شهد اللقاء بين الوزيرين بحث فرص التعاون المتاحة بين الوزارتين، ضمن رؤية مشتركة على أن القوات السعودية يجب أن تكون في جاهزية عالية لحماية أمنها واستقرارها.
وغداً نكمل،،،