عماد المديفر
يلتقي اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، في العاصمة واشنطن، وذلك قبيل اللقاء المزمع عقده غداً الخميس بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئاسة الأمريكية.
هذا اللقاء الذي وصفه أوباما بـ«الصعب»، وأصفه بـ «الحازم»..!
إنه حوار «صريح»، و«حاسم» و«كاشف» بين الحلفاء العرب التقليديين والتاريخيين لواشنطن في المنطقة، وبين رئاسة أمريكية يصفها محللون بـ«الضعيفة» و«المهزوزة»، غدت أكثر غموضاً، بمواقفها الضبابية، وخطواتها المترددة، بل والمتغاضية في كثير من الأحيان عن الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها الدولة الراعية الأولى للإرهاب في المنطقة والعالم، والتي وصفتها إدارة أمريكية سابقة بأنها أحد أضلاع «محور الشر والإرهاب في العالم»، فيما نجد هذه الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما وقد نسقت معها على سبيل المثال في «العراق» تحت ذريعة «محاربة الإرهاب»! وشر البلية ما يضحك.
يرى مراقبون بأن دعوة أوباما لهذا الاجتماع لا تعدو كونها محاولة لتسويق اتفاق الإطار النووي بين الدول الست وإيران، والذي جاء بعد سعي أمريكي حثيث على اتمامه، قدم الأخير خلاله - بحسب المراقبين- تنازلات عدة رغم كونه مجرد «اتفاق إطار»، لم يصل بعد للصيغة النهائية، وليفك خناق العديد من العقوبات الاقتصادية التي اثقلت كاهل نظام الملالي الراديكالي التوسعي المتطرف، ولا يضمن بشكل قاطع عدم وصول إيران لصناعة القنبلة النووية ذات التدمير الشامل..!
على إدارة أوباما أن تعلم اليوم بأن موازين القوى في المنطقة أضحت أكثر بروزاً، وأن الغموض الذي تسببت به «البروبجاندا» الإيرانية، قد انجلى تماماً، وأن العرب والمسلمين كافة لن يرضوا بأن تتلاعب قوى الشر والإرهاب بالمنطقة أكثر مما هو عليه الوضع الآن، وعلى رأس هذه القوى الشريرة «إيران» التي متى ما دخلت أدواتها في بلد إلا عاثت به فسادا وإرهابا، كما هو واقع الحال في العراق وسوريا ولبنان، واليمن.
لقد استطاعت قوات التحالف العربي والإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبالحزم والعزم، والتخطيط السليم، والتنفيذ الدقيق، استطاعت أن تلبي استغاثة الرئيس اليمني عبدربه هادي، وتعيد الأمور إلى نصابها دون انتظار أو تردد، وتنقذ الشعب اليمني الشقيق من براثن الفوضى والدمار الذي أرادته له قوى الشر الإيرانية من خلال أدواتها وأذرعها الإرهابية العميلة. لقد أوقفت عمليتا عاصفة الحزم، وإعادة الأمل، مخطط التعدي على سيادة واستقلال اليمن الشقيق، وابتلاع مدنه وقراه الواحدة تلو الأخرى من قبل ميليشيات الحوثي المختطفة القرار والمسلوبة الإرادة، وحققت هذه الحملة العسكرية أهدافها الإستراتيجية من خلال تدمير الصواريخ الباليستية، وقطع السلاح الثقيل التي استولت عليها هذه العصابات، وتوج العرب هذا النصر العسكري بنصر دبلوماسي مؤزر، تمثل في استصدار مجلس الأمن للقرار رقم 2216، والذي بموجبه يخضع «الحوثيون فوراً ودون قيد أو شرط» للشرعية، ويتوقفون عن استخدام العنف، أو أي عمل عسكري، ويسحبون قواتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، ويُلزمون بالتخلي عن جميع الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والتوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية، وليس ذلك فحسب، بل والامتناع عن الإتيان بأي نوع من أنواع الاستفزازات للشعب اليمني، أو للدول المجاورة، والالتزام التام بمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ومخرجات الحوار الوطني. وفي ضوء ذلك، سيسمع أوباما في كامب ديفيد، رأياً حاسماً وحازماً، يضع النقط على الحروف. فغداة كامب ديفيد، ينتصر اليمن، والسلام كذلك.