عثمان بن حمد أباالخيل
تكريم الإنسان مطلب إنساني وحضاري وثقافي وقبل هذا فهو مطلب ديني، التكريم من شيم النبل والوفاء والعرفان والتقدير، التكريم» من الكرم، والكرم يدل في لسان العرب على كل ما يشرف به الإنسان من الأخلاق الحسنة، فإذا وصف الإنسان بالكرم فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه. التكريم يولد الثقة العالية بالنفس وهذه الثقة تعني خلق الإحساس بالقيمة لديه وإشباع الحماس واستمرار العطاء.
التكريم يُمثل تحريضاً صريحاً على التميز والتفوق، وتحفيزاً إيجابياً على البذل والإصرار والإخلاص، كذلك، يُعتبر التكريم بمختلف أشكاله ومستوياته، والتكريم لا يقتصر على شريحة معينة من المجتمع بل على جميع الشرائح والمسميات وألقاب مهما صغرتْ، نحن نكرّم المثقفين والمبدعين والعلماء والمتميزين، نحن نكرم الذين يدافعون عن الوطن بكل صورة، نحن نكرم الطلبة والمعلمين والمعلمات، نحن نكرم الشعراء، نحن نكرم أساتذة الجامعات، نحن نكرم المخترعون، نحن نكرم ذوي الاحتياجات الخاصة، نحن نكرم الأمهات والآباء والأطفال، نحن نكرم المتفوقون، نحن نكرم الموظفون والموظفات، نحن نكرم كل من يستحق التكريم.
التكريم طريق ممهد لتقدير الذات ومنحها السعادة والرضا، التكريم دافع قوي للإبداع وتقديم المزيد من العطاء، التكريم في حياة الإنسان هو المطلب الرئيس. لماذا نكرّم الإنسان بعد وفاته ؟ لماذا لا يكرم الإنسان وهو على قيد الحياة ولماذا لا يمدح إلا بعد أن يأخذ الله عز وجل أمانته ويموت في أحيان كثيرة ،ألا يستحق الممدوح أن يسمع ما يستحق. أتساءل كما يتساءل لماذا لا يعيش المبدعون حلاوة تكريمهم والحفاوة بعطائهم في حياتهم، وقبل رحيلهم! هل هذا صعب أم عدم اهتمام أم ماذا. دائما نقرأ ونسمع إذا توفى إنسان مبدع دائما يكثر المديح والإطراء لهذا المتوفي أين هذه المديح والإطراء وقلبه ينبض بالحياة. أتمنى ومن كل أعماق قلبي أن توجد أن تنشئ أن تكون هناك جهة حكومية مسئولة عن التكريم بصفة عامة وتسمى (المؤسسة العامة للتكريم ). تغطي تكريم الإنسان السعودي. ويكون لديها حفل تكريم شهري مختلط لجميع التخصصات مهما اختلفت فالهدف التكريم في الحياة وليس بعد الممات.
أليس جميلا أن يكون هناك تكريم أسري عائلي شهري أو موسمي، ردة الفعل سوف تكون مميزة مثمرة جميلة لها وقع كبير. أليس جميلا أن يكون هناك تكريم لسكان الحي، أليس جميلا أن يكون هناك تكريم لأطفال الحي. نحن بحاجه للتكريم بكل صُوره. ديننا الإسلامي احترم الإنسان قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء:70].
أحيانا يحز في نفسي أن أرى أحد الأبناء أو الأحفاد يتسلم شهادة تكريم لوالده، لماذا لمْ يُكرم في حياته. المحقق الدكتور (عبدالرحمن السليمان العثيمين) لا أحد يعرف عن تاريخه العلمي وتخصصه اللغوي والمخطوطات شيء إلا بعد مماته بعد أن نشرت عنه الصحف عن تكريمه ومماته رحمه الله وجميع موتى المسلمين وأسكنهم فسيح جناته.
وفي الختام ومرة أخرى (المؤسسة العامة للتكريم) هي الحل لتكريم من يستحق، (المؤسسة العامة للتكريم ) هدفها فقط التكريم والذي يهدف إلى رفع الروح المعنوية والاستحقاق ومتابعة المستحقين للإنسان السعودي حيث كان. اقتبس: التكريم المعنوي لا يقل عن أي تكريم مادي