القاهرة - مكتب الجزيرة:
أكد جوزيه جرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، أن هناك حاجة إلى جهد قوي وجماعي للتصدي لآثار تغيّر المناخ، الذي تسبب بالفعل في «عواقب مأساوية مباشرة» على حياة البشر.
وقال إن العوامل المرتبطة بالمناخ في ظل تفاقم الأوضاع من سيئ إلى أسوأ إنما تساهم في «زيادة انعدام الأمن الغذائي حدةً»، بالنسبة للعديد من الأشخاص الأشد ضعفاً في العالم.
وأضاف: «حين لا تتاح للزراعة الفرصة لكي تزدهر، وعندما يندر الغذاء، يمكن أن تصبح العواقب درامية».
ومضى قائلاً إن «الجوع يمكن أن يُجبر السكان على هجرة أسرهم وسكناهم بحثاً عن فرص أفضل، وقد لا يجدونها دوماً على أية حال».
ولفت دا سيلفا إلى أحداث الغَرق المأساوية في البحر المتوسط للمهاجرين غير الشرعيين، وأنها تذكير مأساوي من هذا القبيل.
وأشار إلى أن العواصف المدارية الأخيرة في الفلبين وفانواتو تُظهر مدى السرعة التي يمكن أن ُتدمَّر بها المحاصيل الغذائية نتيجة الظواهر الجوية المتطرفة، في حين أن الجفاف المتكرر له تأثير قاتل على حد سواء.
وأوضح أن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» قلقة على نحو خاص إزاء تطورات تغير المناخ لما لذلك من ارتباط لا يُخفى بالأمن الغذائي والزراعة.
وذكر أن «تغير المناخ يؤثر في الإنتاج الزراعي، بل قد يفضي إلى تغيير جغرافيّة إنتاج الغذاء ذاتها».
مضيفاً بأن القطاع الزراعي هو نفسه مصدر لانبعاثات غازات دفيئة، لكنه قادر في المقابل على عزل المزيد من كميات الكربون في التربة والغابات، أي في حالة اعتماد سياسات للإنتاج والإدارة المستدامة.
وقال إن العالم في حاجة إلى «نقلة نوعية في النظم الغذائية الأكثر استدامة وشمولية وتجاوباً؛ ما سيترتب عليه تطبيق تقنيات زراعية أقل اعتماداً على الاستخدام المكثف للمدخلات والموارد الطبيعية».