قالوا: إنَّ الشعر ديوانُ العرب وقالوا: إنَّه مصدرُ اللغة العربية الثالث وهما -بلا شكٍّ- حقيقتان لا مماراة فيهما ومن يتابع مواقفَ الشعر العربي يجد للشعر الأصيل إيجابيةً تتمثل في حضوره في معارك العرب في الجاهلية والإسلام.
وقد استدلَّ مرجليوث على عظمة الشعر وتأثيره بتقوُّل كفَّار قريش على المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ قالوا إنَّه شاعرٌ قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) (1)، وقال سبحانه وتعالى في موضع آخر: (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ) (2)، وإذا كانت هذه الحقيقة تدل على عظمة القرآن الكريم.
إذْ وقف فصحاء العرب وبلغاؤهم عاجزين على أن يأتوا بسورة من مثله فتدلُّ -أيضاً- على تأثير الشعر وعظمته.
ولمكانةِ الشعر وعظمته شجَّع الرسول صلى لله عليه وسلم شعراء عصره فقال لحسان رضي الله عنه في ما رواه البخاري عن حفص بن عمرو (اهجهم أوهاجهم وروح القدس معك).
كما أشاد برؤية قائليه ويوضح هذا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أصدق كلمة قالها شاعرٌ كلمة لبيد:
ألا كلُّ شيءٍ ما خلا الله باطلٌ
وكل نعيم لا محالة زائل
وقد أثبت التأريخ أحقيَّة الشعر العربي لهذه المكانة أو المرتبة فلولا الشعر لما عرفنا أمجاد الماضين لذا (فالقبيلة التي لديها الشاعر الأجود تكون لها السَّيطرة على القبائل الأخرى. والشعراء بهذا المفهوم ليسوا مروِّجي كهانات غير واضحة أو مفهومة ولكنهم مسجِّلو أحداث إذْ يساعدهم ذكاؤهم على تخليد الحقائق) ليجعلوا الشعر المصدر الوحيد حينذاك(3).
ومن يعط الشعر قيمته الحقيقة لا يتجاوز نمطه الأصيل ولا يبتعد عن أغراضه السَّامية خاصة إذا ملك الموهبة الصادقة والمواد المساندة لهذه الموهبة.
وأيُّ قيمة للشعر إذا لم يشعل حماسة ذويه ويخذل خصومهم؟.
فحسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة وكعب بن زهير رضي الله عنهم وغيرهم وكذلك من جاؤوا بعدهم من شعراء الحماسة مثل المتنبئ وأبي تمام وأسامة بن منقذ وأبي فراس الحمداني وغيرهم لم يبعدوا عن الشعر الأصيل فكان لشعرهم تأثيره ولانتمائهم أصالته كما نَهَجَ نَهْجَهَمْ من سبقونا في هذا العصر مثل الشعراء بدوي جبل والزبيري والبارودي وحافظ وشوقي وأبي ريشة وغيرهم لذا وجدنا للشعر -كالعادة- أصوت شعراء صدحت به في الساعات الأولى من انطلاق (عاصفة الحزم) فجاءت صادقة كصدق انتمائهم صافية كصفاء نفوسهم نقية كنقاء فطرتهم.
ومن هؤلاء الشباب أربعةُ شعراء أولُّهم لشاعر عصام يحيى بريك إذْ أضاف لصفحته في الفيس بوك قصيدة وفاءٍ وانتماءٍ تضمَّنت الإشادة برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كما أشار إلى صرامة (عاصفة الحزم) المستمدة من صرامة صاحب الرؤية ولم ينس النصر المؤزَّر الذي سيرافق العاصفة -إن شاء الله- مشيراً لعاقبة الطغاة المؤلمة إن شاء الله ومن قصيدته:
بقوةِ أهلِ الحسمِ تأتي الحواسمُ
بعاصفةٍ للحزمِ تمضي الصوارمُ
تدُكُّ ذيولَ البغيِ تقمعُ ظلمَهُ
وليس? أمام? الحقِ يصمدُ ظالمُ
يشيرُ لجندِ الحقِ سلمانُ للوغى
فلبَّتْ له أُسْدُ الشَّرى والضراغم
وطارتْ صقورُ النصرِ للهِ غضْبةً
فأزرتْ بمنْ زاغوا وطارتْ جماجمُ
وأوفى لسلمانَ الإلهُ فُيوضَهُ
فأصبحَ في نصرٍ له الشرقُ باسمُ
ألا أيها الطاغونَ لم تبقَ ساعةٌ
تُمنْونَ فيها النفسَ فالنصرُ قادمُ
أما ثانيهم فالشاب علي عريشي وهذا توجَّهتْ شاعريَّته لمخاطبة (عاصفة الحزم) مباشرة بثلاثة أبيات غاضبة يرجو من العاصفة ألاَّ تبقي ولا تذر من كيان الطغاة وأذنابهم والأبيات هي:
عاصفةٌ للحزم ثوري وابرقي
أرعبيهم أسكتي كلَّ شقي
أمطري ناراً وصبِّي حمماً
أرغمي كلَّ جبانٍ أحرقي
شتِّتي الباطلَ هزِّي عرشه
بدِّدي كلَّ عتُلٍ مارق
أما ثالثهم الشاب إبراهيم أحمد مباركي فأنشأَ بيتين مخاطباً مسليِّاً ومؤازراً بهما صنعاء حيث جاءت تعلن أنَّ العداء ليس لصنعاء فقط بل لها ولكل العرب والمسلمين وهم حسب قوله سيكونون درعاً لصنعاء والبيتان هما:
(لك ِبل لنا
بل للسلامِ أساؤوا
عدتِي وعادَ الأمنُ يا صنعاء
إن أشعل
العدوان
فيكِ شرورَه
لكِ درعُ كلّ المسلمينَ فِداء)
وأما رابعهم الشاب مجيب الرحمن عيدروس مذكور فكشف نيات أذناب فارس الدنيئة التي لم تراع أمجاد اليمن الخالدة ولا شخصيات اليمن التي سطرها التأريخ فخراً لقحطان واليمن جاء هذا في قصيدة طويلة منها
باعوا صباحاتكِ الأنقى وروعتها
باعوا طقوسَ غروبٍ.. ليتهم غربوا
خانوا جبالك.. عاثوا في طهارتها
وشوّهوا الحلمَ كيلا تُطْبق الهُدُبُ
يا أمَّ حسّان لا تأسي فذا زمنٌ
تسنمَ الأمرَ.. من خانوا ومن نهبوا
يا أمَّ حسّان لا تأسي وتبتئسي
إنّي أرى ألفَ حسّانٍ قد اقتربوا
آتينَ عبر َ خيوطِ الشمسِ يَحْمِلُهمْ
طهرٌ وملءَ حياضِ البِرّ قد شربوا
يا أمَّ ذي يَزَنٍ إّني أرى قِبَلِي
آلافَ ذي يَزَنٍ فالكونُ يضطربُ
آتينَ عبرَ سيوفِ النصرِ يَحْمِلُهمْ
نبضُ الوفاءِ وفي أنفاسهمْ لهبُ
ولشاعر شباب سوق عكاظ إياد حكمي -أيضاً- قصيدة تجلَّى فيها الوفاء في أسمى صورة والتضحية في أجمل فداء والانتماء الأصيل في أروع مفهوم فجاءت قصيدة إياد متوثبة كطموحه ومنها
لا شيءَ أفهمه في الحرب.. غير دمٍ
يُراقُ.. فلينزف الباغونَ لا وطني
لا شيء أفهمه في الحرب.. غير فتىً
يُهانُ.. من يُهِنِ الأعمارَ لم يُهَنِ
ولا كرامةَ للحُرِّ الذي رُفِعَتْ
يداهُ عن أهلهِ في مهمهِ المِحَنِ
حريَّتي أنني لا أرتضي لفمي
قولًا يؤرِّقني في ظلمةِ الكفَنِ
عرفتُ أهلي ولم أعرف لهم بدَلًا
فلا أساندُهم إلا أساندُنيِ
وللدكتور أحمد بن عثمان التويجري قصيدة أشعلته في بداية الحدث -أيضاً- أوضح فيها مكانة اليمن من المملكة ومكانة اليمن من الخليج ثم أشاد بمكانة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز مبدياً ولاءً صادقاً وانتماءً للوطن مفعماً بالحبِّ ولم ينس مآسي الفلسطينيين والعراقيين والسوريين وغيرهم ممن أرهقتهم نار الفتن متطلعاً لدور فاعل من ملك منصف عادل وتحالفٍ متماسك بالخير ومن أجل الخير ومن قصيدته وهي طويلة:
سَلمَانُ قَرِّبْ جَبِينَاً كَيْ أُقَبِّلَهُ
بِهِ وِرَبِّكَ إنَّ العِزَّ مُقْتَرِنُ
مَا خَابَ ظَنِّي وَلا ظَنُّ الكِرَامِ بِهِ
فِدَاهُ كُلُّ جَبَانٍ هَدَّهُ وَهَنُ
شَفَيْتَ بِالحَزْمِ أَرْوَاحَاً وَأَفْئِدَةً
كَمْ كَانَ يُحْرِقُهَا فِي صَمْتِهَا الشَّجَنُ
سَلمَانُ يَا قَدَرَاً جَادَ الإلَهُ بِهِ
وَغَيْمَة لِلمَعَالِي غَيْثُهَا هَتِنُ
أَوْجِعْ بِعَزمِكَ مَنْ خَاُنوا عُرُوبَتَهُمْ
هُمُ العَدوُّ وَفِيهِم تُولَدُ الفِتَنُ
خَابُوا وَخَابَتْ مُنَاهُمْ أَيْنَمَا اتَّجَهُوا
وَخَابَ سَاحِرُهُمْ مَنْ كَانَ يُؤتَمَ
ولي قصيدتان واكبتُ بهما انطلاقة الشباب جاءت الأولى بعنوان: (أين المقالح)؟ ومنها:
حتى متى لليمانيِّين مُنطَلَقٌ
ِغيرهمْ لم يُرِدْ أمناً ولم يَصُن؟
يا ليت (أحمدَ) لم يرْحَلْ بهمَّتهِ (4)
وليتَ مَنْ حرَّضَ (السَّلالَ) لم يَعنِ (5)
لو (الزبيري) يرى ما ذمَّ قسْوَتَهُ (6)
وقال ما قلتُ - من ما حلَّ باليمن
وقال للسِّجنِ دُمْ يا سجنُ مقتنصاً
عُنْفَ التَّمرُّدِ ما أحلاكَ من سَكَن!
عفواً (.. حفيدَ حميد الدِّين) أعجبني
حزمٌ بُلِيتُ به في ذلك الزَّمنِ! (7)
لم أمتطِ السَّهمَ حين الشِّعرُ أقحَمَنِي
لكنَّ شيئاً خفِيًِّا كان يَهْزِمُني
وسار فوراً إلى (الشَّاميِّ) مُتَّجِهاً (8)
يُصغِي لما قاله (الأعمى) عَنِ الفتن (9)
لقد أعاد لنا الحوثيُّ ما انصرفتْ
عنه العقولُ فعاثَ الفرْسُ في وطني
أين (المقالحُ) مِن هذا الهلاكِ ومَنْ (10)
يرتادُه؟هل بيانُ الذَّوْدِ لم يَحِنِ؟
دعِ الحداثةَ بالأسْتارِ نائمةً
يَصْدَحْ أصيلُكَ.. بالمضمون أنتَ (غني)
ما قيمةُ الشِّعرِ إنْ لمْ ينتفضْ جُمَلاً
مثل (الصَّواريخ) تُرْدي مُشْعِلَ الإحَنِ؟
فربَّ قولٍ له وقعٌ على أُمَمٍ
أمضى من الكرِّ في الهيجاء من فَطِنِ
أما القصيدة الثانية فبعنوان (خير البريَّة) ومنها
لنا في السِّلمِ ودٌّ لا يُضاهى
وعند البْأْسِ.. طاقاتٌ قوِيَّةْ
فمن يُردِ الصَّفاءَ يجدْ هناءً
ومن يُرِدِ (الجفا).. هِمَمَاً أبيَّةْ
لنا إنْ ضاقتِ الدُّنيا اقتدارٌ
وإنْ وسِعَتْ لنا فيها هَوِيَّةْ
خليجيُّيون.. خيرُ النَّاسِ أصلاً
ومنَّا خيرُ مرسول البريَّةْ
فمنْ شاءَ العروبةَ نحنُ أنقى
وإنْ شاء الفروعَ الهاشميَّةْ..
مَلأْنا الأرضَ إيماناً وعدلاً
فسُدْنا بالسُّيوفِ المَشرفيَّةْ
وما زلنا بدينِ اللهِ نزهو
بأرواحِ النُّفوسِ الأحمديَّةْ
ولشاعر السحاب الأخ حسن محمد الزهراني قصيدة بعنوان (لنا الكون بدأها بـ
لنا وطنٌ بالحبُّ فاحت ورودُه
وموت لأحلام الأعادي وروده..
افتخر فيها بالوطن وعدله ومكانته الدينية والاجتماعية كما أشاد بعدل وحلم وجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان فاح من حروفها انتماء محبٍّ لوطنه صادق وولاء لحكامه لا يتزعزع ومن قصيدته:
لنا مهبط الوحي الذي شَعّ هديهُ
على ظُلمة الدنيا وأثمر جُودهُ
لنا في حِمى الإسلام مجدٌ ورِفعة ٌ
وجيشٌ إلى تقوى الإله نقودهُ
لنا الكون بالإيمان نجمعُ شمله
وبالعدل نطوي ظُلمَه ونسوده
شربنا نَمِيرَ الصدق من نبع طُهره
وجادت لنا بالعزم صِرفاً نفوده
غدونا ملوكاً في مرابع أمنهِ
ونحن إذا جار الزمان جنوده
ونحن جميعاً أرضهُ وسماؤهُ
ورايته: من نبضنا وحدودُه
ونحن طيور الشوق في روض عشقه
ونحن إذا حان الفِداء أسوده
لنا (حَزم) سل مان الذي جاء مُنقذا
وصلّت إلى ركن اليقين حشوده
فأنصف مظلوما وأهلك ظالما
بجيشٍ أبَادَ الواهمين صمود
وللشاعر أحمد علي عكور قصيدة افتخر فيها بماضيه وأسلافه كما افتخر بحاضره المتمثل في مكانة الوطن حكاماً وشعباً مفنداً بعض مزايا خادم الحرمين الشريفين مخاطباً صنعاء بعبارات تخفِّف حرارة الآه وتبلسم الجروح ومن قصيدته:
يا هُدهدَ النصر قل ماشئتَ من نبأٍ
فإنَّ سلمانَ يدري مَنْ تكون سَبَا
نادتْهُ في الأسْرِ والحوثيُّ يلطمها
ويسلبُ العفَّةَ البيضاءَ مغتصِبا
فهبَّ كالليث في صمتٍ وفي ثقةٍ
حتى إذا هجعتْ أفيالُها وَثَبا
كأنَّ معتصمًا لبَّى استغاثتَها
فأشعل الليلَ في آفاقها لهبا
جئناكِ يايمنَ الأحرار في شغفٍ
لنطردَ الظلمَ والأعداءَ والغُرَبا
ونزرعَ الأمنَ في عينيكِ مُنتشيًا
وفي رُبا جَنَّتَيْكِ التين والعنبا
ياجارةَ الدار لا كان الجوار إذَنْ
مالمْ نَصُنْ في حِماهُ الدِّينَ والعَرَبا
أما شاعر البحر الأخ إبراهيم عمر صعابي فجاءت قصيدته معلنةً انتماءه ووفاءه باح فيها بالتضحية دماً يسطرُ حروف الولاء والانتماء في وقتٍ يرى فيها الغيور على دينه ووطنه وأمته أن التضحية سلوك مطلوب بلا شك ومنها:
إذا عصفتْ بنا نار المنايا
حملنا الماء في كفِّ الشهيد
عزفتُ له حديث الروح عشقاً
فلم تحضر سوى لغة الورود
فمن عرف الشهادة واشتهاها
فقد آوى إلى ركنٍ شديد
سأحمل في يدي روحي وألقي
بها في وجه زنديق عنيد
وأُسمِع كلَّ ذي صممِ بأني
سعوديٌ ولون دمي سعودي
ولعيسى جرابا شاعر سوق عكاظ -أيضاً- مشاركة حاول بها أن يرفع من معنويات اليمينين بنجدة (عاصفة الحزم) ليطردوا اليأس ويتفاءلوا بيمن خال سعيد بلا فتن كما أشاد بإخلاص وطننا وحكامه لجيرانهم منوِّهاً ببشاعة الحوثيين وأعمالهم التي يتقزز منها ويلومها كل إنسان سوي ومنها:
لبَّيْكِ مِنْ قَلْبِ الجَزِيْرَةِ... إِنَّهَا
كَفُّ الضِّمَادِ... إِذَا تَأَلَّمَ جَارُهَا
لَبَّيْكِ… مَا فَتِئَتْ مَآذِنُ مَكَّةٍ
تَشْدُو بِهَا... وَتُعِيْدُهَا أَطْيَارُهَا
لَبَّيْكِ... حَتَّى تُزْهِرَ الأَرْضُ الَّتِي
جَفَّتْ... وَسَامَ خِيَارَهَا أَشْرَارُهَا
يَمَنَ العُرُوْبَةِ أَنْتِ مِنَّا كَمْ يَدٍ
بَاتَتْ تَعِيْثُ يَمِيْنُهَا... وَيَسَارُهَا
فَتَجَهَّمَتْ صَنْعَا... وَضَاقَتْ جَهْرَةً
بِالمُخْلِصِيْنَ لَهَا... وَطَاشَ قَرَارُهَا
حَرْبٌ مُؤَدْلَجَةٌ... تَجَلَّتْ لِلوَرَى
أَبْعَادُهَا... وَتَكَشَّفَتْ أَسْرَارُهَا
مَنْ فَجَّرُوا فِيْكِ المَسَاجِدَ مَا رَعَوا
حُرُمَاتِهَا... أَنَّى لَهُمْ إِعْمَارُهَا؟
حَرْبٌ تَشُبُّ عَلَى ثَرَاكِ... وَإِنَّمَا
فِي نَحْرِ مُوْقِدِهَا الغَبِيِّ دَمَارُهَا
ولأخي الشاعر علي يحيى البهكلي قصيدة أبدى فيها اعتزازه بوطنه وأمته عازياً ما يحدث في اليمن لإرهاب فكري وفعلي ظهر من طغاة أردوا استعمار اليمن كما ظهر من أذناب لهم من أبناء اليمن غلب جهلهم وعيَهم ومنها:
موطني هامة البدر المشع سنا
فهل تطاوله الأقزام والنتن؟
البائعون لغير الله أنفسهم
والناصرون سوى إسلامنا جبنوا
إذا التفت أرى الأشباح لاهثة
وحين أصغي تذوب النفس والأذن
إرهاب فكر وإرهاب اليدين هما
وجها عميل بكل بكل الحقد يرتهن
القاتلون برشاشاتهم تعسوا
والقاتلون بإفك القول قد لعنوا
ونشرت الجزيرة الثقافية في الملحق الصادر في 15-6-1436هـ ثلاث قصائد تصدرتها قصيدة لشاعرنا القدير أحمد الصالح (مسافر) بعنوان (عاصفة الهدى) ليوضح للطغيان وأذنابهم أن (عاصفة الحزم) حقٌّ أوجبها الحقُّ كما أجلى في القصيدة حصافة وحنكة وحكمة خادم الحرمين منوِّها بصرامة العاصفة وبأسها وما سيحلُّ بالطغيان وأتباعه منها صاغها بألفاظ جزلة ولغة راقية ومنها:
هذا بيان الحق جاء مزمجراً
البأس في لغة البيان رخيم
ألقى على الوجع اليماني بسطةً
من حلمه فاستعجمته خصومُ
حتى إذا أعيا وأعذر مُنذر
وتصامم القول الفصيح رجيمُ
فزعت لها في الله نجدة ماجد
بالله معتصمٌ رضاه يرومُ
أخذت يداه الحزم سدد رأيه
عقل وسدد رميهنَّ عليمُ
ألقت أبابيلُ الأمان أمانها
وعلى البغاة أمانهنَّ رُجُومُ
صنعاءُ أتعبك الهوى حباً فما
لبنيك ينأى مُشفق ورحيمُ
ألقوك في فتن بفَيح أتونها
تُشْوى قُلوب حرةٌ وجسومُ
مدت أفاعي الغدر ناباً كالحاً
كسرى يساقي سمها ويُسٍيْمُ
ما أيقظت «ذي قار» سكرة غيهم
فلهم بكل ضلالة تسليمُ
أما القصيدة الثانية فللشاعر عبد المحسن الحقيل والأخ عبد المحسناعتبر ما يجري في اليمن من أذناب إيران جهل لذا نََهَجَ نهْجَ قصيدة عمرو بن كلثوم الشهيرة أشاد فيها بشموخ الوطن وحماس حكَّامِه وشعبه ومن قصيدته:
فإنا قد أتينا في شموخ
بعاصفة تثير المجد فينا
فنحن الصارمون إذا ضربنا
ونحن الصامدون إذا أُتينا
«ونحن الحاكمون إذا أطعنا
نسيتم أننا للحق سيفٌ
وسيف الحق أعلى لن يلينا
والقصيدة الثالثة بعنوان: (إلى البردوني مع التحية) -وهي من قصائدي - أكتفي هنا بالإشارة لتأريخ نشرها المذكور وهي منشورة في صفحتي على الفيس بوك وتويتر وكذلك في موقعي الإلكتروني.
وفي الجزيرة الثقافية الصادرة في 22-6-1436هـ للدكتور الشاعر عبدلله سالم الرشيد قصيدة أعلن فيها انتساب العزة والمجد والسُّؤدد لمهبط الوحي موطن العروبة والوحي السماواي ثم أنكر واقع العرب والمسلمين المؤلم ليطرح أسئلة استنكار لا جواب لها إلا بوحدة الصف والهدف وقد تحقق إن شاء الله في (عاصفة الحزم) ومن القصيدة
ألِلشرقِ عهدٌ بألا يَرى
سوى الموتِ مرتجَلاً والدنَفْ؟
وأغلِمةٍ يوقظون القبورَ
وأزمنةٍ عاث فيها الخرَفْ؟
وشعبٍ يرى اللحدَ من بؤسِه
أحنَّ عليه وأندى كنَفْ
يعشِّشُ في حُلْمِه الخاذلونَ
وينطِفُ من مقلتيه الشظفْ
وتَكْذِبُه هيئةُ الغادرينَ
ويَعرفُ يا ليتَه ما عرفْ
دساتيرُها لُعبةٌ، حُكمُها
سَفاهٌ، تواريخُها من خزَفْ
فيا عاصفَ الحزمِ ميعادُنا
تكوّمَ في بؤسِه واعتكفْ
وللدكتور عبد الرحمن واصل -في ذات العدد- قصيدة ذكَّرتني ببيت أبي تمام:
السيف أصدق إنباءَ من الكتب
في حده الحدُّ بين الجد واللعب
فالشاعر عبدالرحمن واصل جعل (عاصفة الحزم) قراراً جاء أبلغ من الخطابة والشعر بل كل أنماط الكلام كما افتخر بأمجاده فأشار ليومي ذي قار والقادسية مذكراً بعزة الإسلام وبسالة العرب ولم ينس ما جرَّه الفرس من مآس لبعض الأوطان العربية ومن قصيدته:
إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِمَّا انْتَفَى
إِذاً لا تَسَلْنِي أَخِي مَا اللَّجَبْ؟
وَلَكِنْ سَل الحَزْمَ عَنْ عَزْمَةٍ
لِسَلْمَانَ يَسْعَى بِهَا لِلْأَرَبْ
فَإِنِّي بِرَغْمِ انْبِهَارِي بِمَا
تَسَاءَلْتَ عَنْه عَرَفْتُ السَّبَبْ
فَعَاصِفَةُ الحَزْمِ هَبَّ بِهَا
عَلَى خَائِنِ العَهْدِ حِيْنَ انْقَلَبْ
فَسَانَدَ حُوْثِيَّ صَعْدَتِه
عَلَى اليَمَنِ الوَطَنِ المُغْتَصَبْ
فَهَيَّأَ لِلفُرْسِ أَطْمَاعَهُمْ
نُفُوذاً يُطَوِّقُ أَرْضَ العَرَبْ
وللدكتور عبدالرحمن الخميس قصيدة اتَّجه مباشرةً -فيها- إلى الله تعالى متضرعاً شاكياً يرجو رحمة الله ليحلَّ الأمن والسلام على أوطان المسلمين جميعاً خاصة اليمن ومنها:
يا مجيراً يا معيناً من أتى
مستجيراً فيه أرضاه ومَنّْ
مخرجَ الأحياء من عدوانها
باعثَ الآمال من بين المِحَنْ
سبقت رحمته بطشته
صاحب الفضل علينا والمِنَنْ
أنت أنت الله هل من خالق
قادر في أمره تجري السّنَنْ
لو أردتَ البحر ناراً لبدا
أو أردتَ النار ضاقت بالسّفُنْ
من سواك ارحمْ إلهي ضعفنا
وأجرْنا من مثيرات الفتَنْ
وابسط الأمن على أطرافها
واحمِ بالإيمان أرجاء اليمَنْ
ولي قصيدة في العدد ذاته بعنوان إلى صنعاء منها
نهواكِ بلقيسَ تسْبِينا حضارتُها
وعزْمَ تبَّعَ لم يجفخْ بهِ خَبَبُ
نهواكِ فاتنةً نهواكِ شامخةً
نهواكِ أنشودةً يحلو بها الطَّرَبُ
كلُّ الجِهاتِ عن الحسْناءِ ذائدةٌ
فكلُّ أصلٍ له من دَوْحِها حسبُ
حسناؤنا أنتِ، من يقصُدْكِ.. أيُّ (سما)
تظلُّه؟ أيُّ أرضٍ صدْرُها رَحَبُ؟
كلُّ المساحاتِ حتَّى تأْنسِي لَهَبٌ
وكلُّ جَوٍّ على راحاتِه شهُبُ
أخيراًً لقد عرفنا من التأريخ أنَّ الشدائد تميِّز الذهب من النحاس والصافي من المشاب كما عرفنا أنَّ الموهبة الأصيلة لا تتدفَّق مناضلة ومنافحة إلا بأصالة حاملها لذا أقول بكلِّ فخر واعتزاز لا قيمة ولا انتماء لأدبٍ إذا لم يقف صامداً بصدقٍ يدافع عن دينه ووطنه وأمتِّه ولتسقطْ كلَّ شعارات الفن للفنِّ إذا لم يشكِّلْ فنُّهم -معنا صفَّاً لصفٍّ- جبهة مناضلة ضدَّ كلِّ معتدٍ وظالم بل أقول أين هم من الحدث الجاري ؟ وأين هم عام 2009م حينما حاول الحوثييون الاستيلاء على بعض القرى في جنوب المملكة؟ وأين هم عام1990م عام الاستيلاء على الكويت والخفجي بل أين هم من كلِّ ما يجري من دمار وهلاك سارٍ في دُوَلٍ عربية وإسلامية؟.
إننا نسمع عن حضور كثيف ونشاهد كذلك في كثير من المحافل والمناسبات فلماذا يتلاشى بعض هذا الحضور في الشدائد ومناسبات اليوم الوطني؟ أمَّا أسطري الأخيرة هنا فالشكر كلَّ الشكر لقيادتنا الرشيدة الحازمة لموقفها الشجاع المتمثل في عاصفة الحزم لأقول بكل ثقة للقيادة الحكيمة لقد ضاعفتِ ثقتنا بك فا فتخرنا بسياستك وحكمك وحلمك وعطائك وأيضا بحزمك وصرامتكوشكري جزيلا لكلِّ شاعر فصيحٍ وكاتب وخطيب وشاعر شعبيٍّ أثبتوا أصالتهم وانتماءهم لوطنهم بتفاعلهم مع قيادته وشعبه وأرجو الله تعالى أن يُعليَ الحقَّ بأهله ويمحق الظلم والباطل والزيف بأهلها إنَّه على كلِّ شيء قدير وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه.
** ** **
الهوامش:
1 - سورة الطور الآية (30)
2 - سورة الصافات الآية (36)
3 - أصول الشعر العربي للبروفيسور د.س. مرجليوث ترجمة الدكتور يحيى الجبُّوري صفحة (56)
4 - الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين
5 - المشير عبدالله السلال
6 - الشاعر أحمد بن محمد الزبير
7 - الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين
8 - المؤرخ والمفكر أحمد محمد الشامي
9 - الشاعر عبد الله البردوني
10 - الشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح
- منصور بن محمد دماس مذكور **** dwmmasmm@gmail.com