ناهد باشطح
فاصلة:
(هناك أمران فيهما إفراط: إبعاد العقل وعدم الاعتراف إلا بالعقل)
- حكمة عالمية -
كل العلاقات الإنسانية تبنى على الحب وإلا فسد أجمل ما فيها، لكن الحب ليس عاطفة انفعالية إنما هو ببساطة شعورك بالراحة والأمان.
كثيراً ما نردد أن العاطفة تفسد العلاقات بينما إذا غلب العقل أصبحت العلاقة الإنسانية أكثر توازناً واستقراراً بالنسبة لنا.
في رأيي أن تغليب العاطفة على العقل ليست هي المشكلة إنما استغراقنا في الانشغال بانتقاد الآخر هو المشكلة.
بمعنى أننا في أي علاقة نركز على سلوكيات الآخر معنا نضعها في خانة التقييم ننشغل عن كل شيء في حياتنا ما عدا تفسير سلوك الآخر يحدث هذا تحديداً في علاقات الحب وبدايات مرحلة الزواج.
الواقع أن علينا أن نتعرّف أكثر على أنفسنا بالتركيز عليها لأننا من نصنع واقعنا وليس الآخر.
إذا كان الآخر في تصورنا مهملاً لمشاعرنا فنحن من اخترعنا الفكرة وأتينا للعقل بأدلة بحيث يقنعنا بها وبالتالي لن تتغيّر الفكرة مهما حاولنا تغييرها بالجدال مع الآخر لأنها في عقلنا.
الأمر ليس بهذه السهولة ولكنه أيضاً ليس مستحيلاً فقط يحتاج إلى الصبر وأن نتذكر دائماً أن الفترة الانتقالية من فكرة مقتنعين بها إلى فكرة جديدة لا تمر بسهولة لأنها فترة تعلّم التعلم ليس صعباً لأي مهارة إنما يحتاج إلى الإرادة، لذلك فإن تحمّلنا لمسؤولية تأثير العلاقة في حياتنا هو الاتجاه الصحيح في محاولتنا أن تكون هذه العلاقة واحة محبة وأمان، لأن الشكوى من تأثير العلاقة السلبي في حياتنا أشبه بالموت البطيء والحياة تستحق أن نعيشها بسلام.
علينا أن نحب ذواتنا لأنها نحن والآخر الذي نحبه ليس نحن فكيف نسمح لأي كان زوج أو حبيب أو صديق أن يفسد احترامنا لذاتنا.
الاستنزاف العاطفي في أي علاقة هو جريمة باسم الحب والحب بريء منها لذلك علينا أن نتحمَّل مسؤوليتا في إنجاح هذه العلاقة والوصول بها إلى الاستقرار.