ناهد باشطح
فاصلة:
((لا يجب البحث عن الحقيقة المطلقة من خلال وجه واحد له أوجه كثيرة لتشكيل الواقع)).
- فاديم زيلاند-
تعجبني كثير من أفكار «فاديم زيلاند» في كتابه «فضاء الاحتمالات»، بعضها عميق إلى الحد الذي يستهويني لفهمه بتطبيقه على حياتي.
«هندا» سيدة مثقفة إتابعها في موقع «تويتر» وفي برنامج «ساوند كلاود»، وهي بحق مبدعة في شرح أفكار «فاديم زيلاند».
أخيراً شاهدت لها «فيديو» من تصميمها عن أحد أفكار «فاديم زيلاند» من كتاب «الوفي ماسلو».
أعجبني مثال تحدث عنه «فاديم زيلاند» حين شبه الحياة مثل «سوبر ماركيت» كبير، وأنت مثل أي زائر تستطيع أن تحدد ما تحب وما تريد وتشتريه.
الحياة كذلك أنت تستطيع أن تصنع واقعك وفق خياراتك، لا أحد يستطيع أن يضع في عربة التسوق شيئاً لم تختره، فهكذا حياتك... هي خياراتك.
لكن تخيل لو أنك في «السوبر ماركيت» رأيت شيئاً من السلع لا يعجبك، وهو في قناعاتك من الخطأ استعماله، كالسجائر مثلاً أو المشروبات المضرة بصحة الأطفال، وبدأت تصرخ وتنتقد وجوده، فإن النتيجة أن رجال الأمن سيأتون ويخرجونك من «السوبر ماركيت».
الحياة كذلك، انتقادك لما هو موجود فيها بشكل عدائي لأنه يخالف قناعاتك لن يعود بفائدة عليك.
الفكرة عميقة حاولت أن أقربها من حياتنا فوجدت أنها تسهل عليَّ تقبل سلوكيات الآخرين التي لا تعجبني.
وهذا يقودني بالفعل إلى التفكير في أنه ليس بالضرورة أن تكون قناعاتي التي اكتسبتها من بيئتي الأسرية هي الصحيحة، ولا حتى قناعات الآخرين إلا فيما يتعلق بما أرجعه إلى مقياس رضى الله.
على سبيل المثال لو أن أحدهم أزعجك بسلوك وجهه لك، هذا السلوك أنت لا تفعله مطلقاً لأنه يخالف قناعاتك فلك الحرية في ذلك، ولكن أيضاً للآخر حرية أن يفعله فقط بعيداً عنك، فلا داعي لأن تنتقده أو تغضب منه لأنه يفعله مقتنعاً بأنه صواب وأنت لست وصياً عليه لتغير قناعاته.
باختصار لا تكن منتقداً في الحياة لما لا يناسب قناعاتك، بل حاول أن تستمتع بما يناسب قناعاتك لتعيش بسلام. لا تسمح لأحد أن يضع في عربة التسوق الخاصة بك ما يريد، ولا تنتقد أنت بشدة ما لا تريد وضعه في العربة.