ناهد باشطح
فاصلة: ((النجاح هو أعظم خطيب في العالم))
- نابليون بونابرت -
أثناء دراستي عن صورة المرأة السعودية في الصحافة البريطانية استوقفتني جملة في إحدى المقالات العلمية تقول «المرأة السعودية استطاعت استثمار قنوات الإعلام الجديد لصالح نشر قضاياها» والواقع أن الإعلام الجديد خدم المرأة السعودية بإبراز ما لديها من قدرات لا تقل عن قدرات نساء العالم من حولها، رغم تأرجحها بين تيارين في المجتمع متطرفين نحو دعمها باتجاه الحصول على حقوقها التي شرعها الإسلام ورغم عدم وضوح استراتيجية إعلامية لدعمها في قنوات الإعلام المحلية.
الباحثة «Saddeka Arebi»
في كتابها «Women and Words in Saudi Arebia»
الذي نشر عام 1994م ذكرت أن وضع المرأة السعودية يشهد تحولات وحراكا في صراعها بين تأثير الدولة والمؤسسة الدينية رغم أن السيطرة للدولة، وترى أن التغيير الصحيح هو في إحداث التوازن بين القوتين.
ما نشرته الباحثة كان قبل عقدين من الزمان ولم نلمس أثر ذلك إلا حين استطاع الإعلام الجديد أن يختصر هذا الزمن ويبرز للمجتمع قدرة المرأة على مواجهة الضغوط المجتمعية باتجاه بعض من حقوقها المشروعة.
على سبيل المثال وفر «الفيس بوك» و«تويتر» مساحة لتعبير المرأة السعودية عن ذاتها وأفكارها واستطاع المجتمع أن يتعرف إلى مئات من النساء السعوديات التي لم يكن يعرف عنهن سوى الاسم دون صورة أو أفكار مباشرة دون حاجز، فالتواصل التقليدي مع الكاتبات مثلا انتهى زمنه حيث استطاع الجمهور الآن أن يتعرف على شخصية الكاتبة الحقيقية وربما حياتها الاجتماعية من خلال أفكارها التي تنشرها ونقاشاتها المباشرة مع الجمهور.
قنوات الإعلام الجديد ساهمت في كسر الصورة المشوشة عن المرأة السعودية ليست في أذهان المجتمعات الخارجية فقط بل داخل مجتمعنا، وتوفرت بعض المعلومات في مجالات عمل المرأة وأنشطتها المجتمعية لم يعرف بها الجمهور من قبل.
لذلك فإن حقبة جديدة يمكن استثمارها لصالح توثيق إنجازات المرأة السعودية بعيدا عن تجميدها في صورة نتاج علمي بحت فالمجتمع ليس مركز أبحاث علمي بقدر ماهو أرضية خصبة يحتاج كل البذور وجميع سواعد النساء على اختلاف تخصصاتها ومؤهلاتها وإمكاناتها.