دائماً يتحدثون عن عمل المرأة وكأنها كائن من كوكب آخر، لا يحق له العمل والإنتاج والإبداع.. فمنهم من يتحدث عنه بشيء من التحفظ، ومنهم من يصارح بوضوح حقيقة.
نعم، إنها الحقيقة التي أكدت استطاعة المرأة السعودية إثبات الذات، والإصرار على الارتقاء والنجاح بكل عزيمة واقتدار وتحدي الصعاب؛ إذ وجدت الشركات من معظمهن الالتزام بالدوام، وشغف التعلم، وفضول المعرفة؛ إذ اتصفن بالدقة في الإنجاز، والاحترام، والحرص على الإنتاج.. فالجيل النسائي الجديد الذي بدأ يقتحم سوق العمل السعودي جيلٌ مفعمٌ بالذكاء والإمكانيات التي لم تكن موجودة في الأجيال السابقة من إتقان للعمل الإلكتروني، وإدارة فنية ذكية لمواقع التواصل الاجتماعي التي تساعد في العمل التسويقي، إضافة إلى اللغة الإنجليزية المرنة، خاصة من المبتعثات خارج البلاد، حتى العديد من رجال الأعمال والوزارات بدؤوا يعتمدون على الموظفة السعودية لأسباب عدة، من ضمنها المهنية العالية، وحب التعلم، والإنتاجية العالية.. فقط ما يردنه الفرصة السانحة للتدريب والتأهيل، وأن يكون هدف رجال الأعمال التأهيل الفعلي لإنشاء كوادر سعودية شابة، تصبح قيادية في المستقبل.
ولعل الجيل السعودي الجديد القادم من رجال ونساء أصبح يشكل قلقاً لمعتنقي المدرسة القديمة من سعوديين وغير سعوديين في الشركات، الذين لا يرغبون في تقبل التطور من حولهم؛ فهذه النوعية تجد نفسها تلقائياً قد أصبحت تحفة أثرية على رف بأقصى الشركة. ولعل ما أثار إعجابي هو أن العديد من رواد المدرسة القديمة استقطبوا الشباب السعودي؛ ليتعلموا منهم كيفية التطور التقني والإلكتروني من حولهم؛ لكي يستطيعوا مواكبة النهضة الإلكترونية العالية في المملكة العربية السعودية.. هذا إضافة إلى توصيفهم بالأخلاق الحسنة وطيب الكلمة.
إنني أجزم الآن بأن الشعب السعودي قد تحول إلى (شعب إلكتروني)؛ لأن جميع المعاملات الحكومية وغير الحكومية والبنكية، وحتى على نطاق السفارات السعودية، قد أصبحت تتعامل بشكل إلكتروني احترافي.
فالجيل الصاعد من شباب وبنات سعوديين يشكلون بأغلبية ساحقة حالة علمية فريدة ذكية للغاية. وقد اتضح ذلك في أنشطتهم على وسائل التواصل الاجتماعي من إبداع وإنجاز واهتمام بإيجابية التطور الإلكتروني.
خلاصة القول: إن لهؤلاء الشباب طاقة إبداعية جياشة، وحباً في الارتقاء.. فقط ما يتطلبونه هو دعم رجال الأعمال لهم ولهن، وعدم سيطرة عقول الحبر والورق والدفتر أبو مترين على إبداعاتهم، وإحباطهم، وتصيد أخطائهم؛ فلا يذكرون منهم إلا سلبياتهم، ويغضون النظر عن إيجابياتهم.. فادعموهم يا رجال الأعمال يرحمكم الله.