عندما هبت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (أيَّده الله ورعاه) ودعت الدول العربية والإسلامية للتحالف لنجدة وإغاثة أهل اليمن ورئيسها من اعتداء الميليشيات على الشرعية ومحاولة اغتصاب السلطة وزعزعة الأمن في المنطقة، وحين بدأت (عاصفة الحزم)، تبادر إلى ذهني (حلف الفضول) ذلك الحلف الذي تأسس بين عدد من عشائر قبيلة قريش في مكة قبل الإسلام وتعاقدوا وتعاهدوا ليكونوا يداً واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه، وأطلقوا عليه (حلف الفضول) وقالوا (لقد دخل هؤلاء في فضل الأمر)، وقد حضره الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قبل البعثة وعمره آنذاك عشرون عاما، وقال عليه الصلاة والسلام عنه لاحقاً (لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت).
فمن الشيم والأخلاق العربية الأصيلة التي أيدها الإسلام ودعا لها إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وحماية المستجير، وهذا هو ديدن ولاة أمرنا، فالمغفور له الملك عبد العزيز أجار رئيس الوزراء العراقي رشيد عالي كيلاني عندما فشلت ثورته ضد حكومة الإنجليز في العراق، ومنحه الملك عبد العزيز (رحمه الله) حق اللجوء السياسي، ورفض تسليمه إلى العراق رغم ضغط إنجلترا الشديد، وكذلك موقف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد (رحمه الله) من الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، عندما دعا الدول العربية والإسلامية والأجنبية الصديقة لطرد المحتل العراقي من دولة الكويت، وكان هذا الموقف هو الواجب الأخوي الذي تمليه روابط العقيدة الإسلامية والدم وأواصر المودة وواجب حسن الجوار على الملك فهد (رحمه الله) وعلى الشعب السعودي عامة، وأيضاً موقف المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله (رحمه الله) عندما استقبلت المملكة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وأسرته بعد أن استجار بها.
فهنيئاً لقائدنا سلمان بتسنم حلف في فضل الأمر بارك المصطفى عليه الصلاة والسلام مثل هذا الحلف لنصرة المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه.
اللهم انصر قواتنا وحلفاءها على كل معتد أثيم، وأطل بعمر قائدنا ومليكنا سلمان بن عبد العزيز سليل السؤدد والمجد وفخر العرب والمسلمين.
- طلال بن عياده التمياط