رمضان جريدي العنزي
فيزيائياً، العناصر التي تكتسب الحرارة بسرعة تفقدها بسرعة، والعناصر التي تكتسبها ببطء تفقدها ببطء، وهذا ما ينطبق تماماً على (إيران) التي قادتها أوهامها وأحلامها لتسلق سلم التمدد والهيمنة والتسلط بسرعة...
فسطع اسمها في سماء دنيا الأوهام التخيلية، وتوهمت بأنها صارت رمزا هاماً من رموز العالم، ثم زجت بها أوهامها مرة أخرى في عالم الزهو، وقادتها إلى بريق الاستحواذ، فحققت سلسلة من القفزات الفورية الخاطفة، ونطت كما القرود فوق هامة الحواجز العلوية، وطارت بأجنحتها السوداء نحو الأنوار الساطعة، فسحرها الإبهار والانبهار، حتى ضاعت في سراب الغباء، وفقدت بصرها وبصيرتها، وتخطت حدودها الطبيعية والمنطقية، حتى بلغت قمة الوهم والأوهام والتخيل، فاختل توازنها، وتكررت عثراتها، وتعاقبت كبواتها، وصارت مرشحه للسقوط والانزلاق نحو الهاوية أكثر من أي وقتٍ مضى، ومن المرجح أنه ستهوى من علو بالغ المسافة، التي ستعيدها إلى حدودها الطبيعية, وترجعها إلى حجمها الصحيح، إيران دخلت عالم الغم والوهم والتوهم والإيهام، وباعت صوتها للشيطان، وحشدت الأصوات الببغاوية كلها لمصلحتها، ثم شحذت همم المرتزقة لمساعدها نحو القمم الشاهقة كما تتخيل وتريد وتطمح وتتوهم، حتى سمعنا أصوات هؤلاء المرتزقة، الإنبطاحيين، وبائعي ذممهم، يرطنون بلهجات ولغات مختلفة، حتى تشابكت ألسنتهم، وشاعت بينهم لغه الهمز واللمز والنميمة والخبث، وفقدت أرواحهم مبادئها ونكهتها ولسانها القويم، حتى تكشفت فضائحهم المخجلة، وبانت عوراتهم، وسقطت عن أجسادهم ورقة التوت، وطفحت أخبارهم الضحلة، كما تطفح المياه الآسنة من البرك العتيقة، وتكشف للقاصي والداني خبايا الصفقات المشبوهة، التي عقدتها إيران مع هؤلاء في السر والخفاء، أن إيران تريد أن توهمنا بأنها مثل الفارس الهمام، والبطل المغوار، وعندها القدرة على الفوز بالسبق، والانتصار في المحافل والميادين الدولية، حتى تراكمت عليها الهموم والأوهام، بعد أن أتضح للعالم كافة بكل أعراقة وأجناسه وصنوفه، بأنها دولة استبداد طاغي، وبأنها ليست كما يتوهمون أو يتخيلون أو يعتقدون، بل إنها مجرد ذبابة مزعجة، لها طنين وناقلة للأمراض، لكنها ليست قاتلة، إن إيران مثل أفعى المامبا الأفريقية السوداء لها جسم رفيع يشبه السياط الخبيثة المرنة، ولها القدرة على التعلق بالأشجار والزحف على الأرض، وتكون في صغرها خضراء اللون، ثم تصبح رمادية داكنة كلما تقدم بها العمر، وهي لم تكتسب اسمها من لونها، لأنها ليست سوداء، ويكاد يكون اللون الداكن هو الذي يميزها عن غيرها، لكنها أخذت هذا الاسم من نواياها الشريرة السوداء، ومن غشائها المخاطي المبطن لفمها، والذي تسخدمه عادة لإخافة ضحاياها قبل الانقضاض عليهم والفتك بهم، وتعد من أخطر الثعابين على وجه الأرض، وأكثرها شراسة وعدوانية، أن إيران لن تتوقف ولن تهدأ ولن تستكين، وستهيم على وجهها في عالم الأوهام والأحلام والمنى والتخيل، لكنها ستندم وستتحسر على ذلك، وسيندم ويتحسر كل من قرع لها الطبول، وأوقد لها الشموع، وأنار لها الطرقات، وعزف لها النشيد، وقال فيها القصيد، زيفاَ وخداعاَ، كذباَ وبهتاناَ، وما أن يستفيق هؤلاء من أوهامهم، ويعودوا من سراب التأليه والتبعية العمياء، حتى تنقشع الضبابية من عيونهم، لتظهر أمامهم صورة إيران الواقعية على حقيقتها، وسيعرفون بعدها بأنه لا يصح إلا الصحيح، ولا يبقى غير الحقيقة، فهنيئا لأصحاب النعيم نعيمهم، وللبائس المسكين ما يتجرعا.