الرياض - سلمان العُمري:
سجل ناصع البياض، وتاريخ مشرف للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً في خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي اتخذ من القرآن الكريم وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -دستوراً لها في كافة شؤون سياسته الداخلية ومرتكزاً لسياسته الخارجية، وتعاقب أبناؤه من بعده في خدمة الإسلام والمسلمين في شتى أنحاء العالم.
وتعددت وجوه الدعم والعناية والرعاية لأبناء الأمة في وجوه مختلفة ومتعددة فمن إنشاء المساجد والمراكز والمؤسسات الإسلامية، إلى الإسهام في بناء المعاهد والجامعات، ونشر الدعوة الإسلامية، وتنظيم المؤتمرات والندوات الإسلامية في الخارج التي تسهم في معالجة مشكلات وقضايا المسلمين في بلدان العالم. إضافة إلى تقديم المنح الدراسية لأبناء المسلمين للدراسة في المعاهد والجامعات السعودية. والإسهام في تحمل تكاليف رواتب معلمين ودعاة.
والمتتبع للجهود الكبيرة التي قامت وتقوم بها المملكة للإسلام والمسلمين فإن الراصد لذلك يحتاج إلى مجلدات ضخمة لمعرفة ما أنفق بلا منّة أو مقابل، ودون أدنى تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان التي يقدم لها العون والمساعدة.
ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومع تزايد موجات الإرهاب ضعف أو قل الدعم السعودي للعمل الإسلامي في الخارج أمام ظروف استجدّت، وصاحب ذلك امتداد ملحوظ لبعض الدول التي استغلت ذلك وبدأت تبث سمومها وأفكارها الهدامة من خلال الدعم المشروط، بل إن بعض المساجد والمراكز المؤسسات الإسلامية التي أسهمت أو بنتها المملكة تم التدخل فيها وبشكل أساء ذوي الأفهام والعقول الراجحة.
ونحن في عهد زاهر جديد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يتطلع العاملون في الساحة الإسلامية في الخارج، لمنهج حديث منظم ليكمل مسيرة والده وإخوانه - رحمهم الله - ليرسم صورة جديدة للعمل الإسلامي في الخارج بل وتوضح منهج المملكة الإسلامي الثابت، وأكده خادم الحرمين الشريفين في خطاباته الملكية حيث يقول فيها:
« لقد وضعت نصب عيني مواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها تمسكاً بالشريعة الإسلامية الغراء، وحفاظاً على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملاً على مواصلة البناء وإكمال ما أسسه من سبقونا من ملوك هذه البلاد - رحمهم الله - «.
ويمضي المليك المفدّى بقوله: « إن سياسة المملكة الخارجية ملتزمة على الدوام بتعاليم ديننا الحنيف الداعية للمحبة والسلام، وفقاً لجملة من المبادئ، والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية بشتى الوسائل».
إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ليس غريباً عن أعمال الخير والبر، بل والعمل الإسلامي قاطبة حيث أسهم إسهاماً كبيراً من خلال نصف قرن من الزمان بأعمال متعددة للإسلام والمسلمين وتقديم العون والمساعدة بمختلف أشكالها وأنواعها.
وأنه من الأهمية بمكان عقب الأحداث العالمية والمتغيرات المتجددة ضرورة وضع استراتيجية عمل جديدة للعمل الإسلامي الذي تقدمه المملكة، والاستفادة من أبناء المملكة ممن عملوا في الخارج، بل إنه ينبغي عمل توثيق جاد لما بذلته المملكة خلال السنوات الماضية ليطلع عليه أبناء الأمة ولتكون مرجعاً وثائقياً للباحثين والإعلاميين ولأصحاب الشأن والمهتمّين بالعمل الإسلامي، كما أنه حري بوضع قواعد معلومات وبيانات عن العمل في الساحة الإسلامية في مختلف دول العالم، والإفادة ممن تلقوا تعليمهم في جامعات المملكة وتبوؤوا مراكز قيادية في بلدانهم للإسهام في نشر الإسلام الوسطي المعتدل الصحيح البعيد عن الغلو والتطرف وفق منهج أهل السنة والجماعة. كما نرى ضرورة بأن يكون لدى كل سفارات المملكة المملكة معلومات حول الجهود السعودية في الخارج مما تقدمه بلاد الحرمين ليس من باب المفاخرة والمباهاة بل لرصد الواقع الفعلي لما بذل وقدم من مئات الملايين من الدولارات خدمة للإسلام والمسلمين في أنحاء المعمورة، وأهمية المحافظة على المكتسبات التي تحققت وتنميتها وتطويرها، وإزالة العوائق والمشكلات التي اعترضت مسيرة العمل الإسلامي في الآونة الأخيرة لنشر الدعوة الوسطية الصحيحة البعيدة عن الشوائب.