د. محمد عبدالله العوين
هذا القرار التاريخي العظيم الذي اتخذه الحازم العازم الملك سلمان بن عبد العزيز في أصعب وأخطر ظرف زمني تمر به أمتنا العربية والإسلامية بشن عاصفة «الحزم» على العصابة الحوثية في اليمن؛ جاء سريعا وقويا وواثقا بعد تأمل دقيق ومحادثات مطولة في قصر «عرقة» مع الزعامات الخليجية والعربية والصديقة، وبعد وساطات ومناشدات للحوثيين كي يعودوا إلى العقل والرشد ويحافظوا على اليمن من أن ينزلق إلى الحضن الفارسي؛ ولكن تلك الجهود الدبلوماسية على المستويات العربية والإسلامية والدولية باءت بالفشل، وأفاد منها الحوثيون في الزحف على اليمن كله؛ بحيث تساقطت المدن والمحافظات في أيديهم الواحدة بعد الأخرى، وازداد خطرهم بوصول كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد إليهم من إيران عن طريق الجو والبحر، ووصول مدربين ومستشارين إيرانيين، وإقامة ما يشبه غرفة العمليات المشتركة، ووصول قطع بحرية إيرانية إلى مضيق باب المندب، وإجراء مناورات على الحدود السعودية اليمنية.
لقد عقد سلمان بن عبد العزيز عزمه وحزمه وتوكل على الله وكون اتحادا واسعا وكبيرا من خمس دول خليجية وعدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة على أن يوقف خطر التمدد الفارسي عن طريق العميل الحوثي، وحفظ سيادة واستقرار المنطقة العربية كلها؛ وبخاصة أن التجربة المرة في العراق ولبنان وسوريا أصابت الأمة العربية والإسلامية في مقتل؛ فعن طرق الخداع والمناورات وشراء الذمم استطاعت إيران أن تتسلل إلى شرق وشمال المنطقة العربية، ثم سعت بكل الوسائل أن يكتمل هلالها الشيعي - كما تسميه - فعملت جاهدة على شراء واستقطاب الحوثيين ومنحت حركتهم ألقابا خادعة كحركة «الشباب المؤمن» وجماعة «أنصار الله» وجعلت منهم حركة تحرر ومقاومة مزعومة، وربطت الحركة بمسميات دينية؛ وكأنها تريد أن تستنخ تجربتها في لبنان بإنشاء حزب مشابه يكون ظلا لها متوهمة أن تأسيس «أنصار الله»سيقود إلى نجاح مماثل في اليمن!
ونحن الآن ندخل في المواجهة الحقيقية مع الفرس؛ تلك المواجهة التي تأخرت طويلا بعد نفاد مساعي الحكمة؛ لا بد لنا أن نعلم جميعا أن عاصفة الحزم تهدف إلى حماية المملكة والوطن العربي من التوغل الصفوي، ولهذا فهي دفاع عن الدين والعرض والأرض، وحماية للمملكة والأمة العربية كلها.
وفي هذه المواجهة الوطنية والعربية والإسلامية الحاسمة لا مكان بيننا لمن يطلقون الشائعات أو يروجون الأكاذيب أو يختلقون القصص الموهومة ممن يمكن أن نسميهم بـ»الطابور الخامس».
لا مكان اليوم لمن يكون بيننا وهو شوكة في ظهورنا، والأزمات كالنار تصهر ما فيها وتميز الحديد من الذهب، من تلجلج في كلامه أو شكك في دفاعنا عن بلادنا أو مالأ أو رفع شعارا طائفيا قميئا أو أعلن أنها حرب بين السنة والشيعة أو دعم لفصيل دون فصيل؛ فهو مغشوش في فكره، مشكوك في ولائه لدينه ووطنه وعروبته.
عاصفة «الحزم» عاصفة تفرق بين الحق والباطل، عاصفة توقف الأحلام الصفوية الفارسية المجنونة، عاصفة تحمي الأمة العربية والإسلامية في زمن أوشكت فيه المخططات اللئيمة الغادرة
«مخطط الشرق الأوسط الجديد» أن يبتلع الأمة كلها ويفتتها ويسحقها تحت عمائم ملالي قم المتطرفة ومخاوف الغرب من يقظة المارد العربي المسلم من جديد.
الملك سلمان يعيد للأمة هيبتها، ويرفع راية الأمة العربية والإسلامية بعد أن كاد أن يتخطفها الأعداء الألداء المتربصون من الغرب والشرق.
الملك سلمان يعيد للأمة مشاعر الاعتزاز ومعاني القوة التي كادت أن تترمد بفعل الخيبات العربية المتوالية.
من هنا من الجزيرة العربية ولدت أمة العرب وهاهي تبعث من جديد بقيادة القائد المظفر سلمان بن عبد العزيز وببسالة قوات التحالف العربي الإسلامي ودعم الدول الصديقة؛ لإيقاف المد الصفوي الذي يخطط منذ أكثر من ثلاثين عاما للهيمنة على المنطقة العربية كلها.
إنها عاصفة الحزم والعزم والعزة والكرامة والمجد.