محمد الشهري
** لا يُعرفون القادة الأفذاذ على حقيقتهم.. ولا معادن الشعوب ومدى نقاوتها، إلاّ عندما تدلهمّ الأمور، ويصبح لزاماً اتخاذ المواقف والقرارات المناسبة حيالها.
** وغني عن القول إن قادة وشعب هذه البلاد التي أكرمها الله بوجود الحرمين الشريفين.. وعلى مدى التاريخ، قد تعرضت للعديد من المحن والفتن التي لا ناقة لها ولا جمل في إحداثها أو بعثها وإنما فُرضت عليها من الخارج.
** ولكنها وبفضل من الله سبحانه وتعالى، ما أُكرهت على أمر عظيم من شأنه تهديد أمنها وكيانها، أو لنجدة شقيق استهدِف من قِبل قوى الشر، إلاّ خرجت منه منتصرة بحول الله وقوته.
هل من تفسير لهذا الموقف؟!
** سُئل أحد الحكماء مرّة عن الفرق بين الجرأة والوقاحة فقال:
** الجرأة هي أن يذهب أحدهم إلى أحد المطاعم، وبعد أن يتناول كل ما شاء له تناوله من أصناف الطعام، يذهب دون أن يدفع الحساب.
** أما الوقاحة فهي أن يعود إلى ذات المطعم مرة أخرى.
** الداعي لهذه المقدمة هو ما أقدم عليه المدرب النصراوي (خورخي داسيلفا) من اتهام للحكم السويسري الذي أدار لقاء النصر بالأهلي في إطار الجولة العشرين من الدوري بالرشوة.. إذ سبق لهذا المدرب أن وجّه التهمة ذاتها لأحد الحكام، وتم الحكم عليه بالإيقاف ثماني مباريات، ولكنه - لسبب أو لآخر- أفلت من التنفيذ، ولسبب أو لآخر أيضاً -وأنتم بالتأكيد تعون ما أعني- قد اطمأن إلى أن المسألة (سداح مداح) فلم يتردد في إعادة الكرّة، وله كل الحق في ذلك؟!!
** العجيب المريب في الأمر هو أن العقوبة الأولى كانت الإيقاف (ثماني مباريات) فيما جاءت العقوبة الثانية كما يتضح لمجرد ذر الرماد في العيون وهي الإيقاف (أربع مباريات) بعكس المنطق والسائد والمألوف، فبدلاً من مضاعفة العقوبة كما جرى ويجري العُرف، أو التعامل معها نظامياً كحالة أولى ومن ثم إيقاع العقوبة المنسجمة مع حجم الجرم، درءاً للشبهة على أقل تقدير، تم (مسخها) لتتحوّل تلقائياً إلى كومة من علامات الاستفهام والتعجب حول مستقبل رياضتنا في ظل هذا النسق الإجرائي (العجيب)؟!!
** ولعل الأكثر غرابة في الأمر هو (ابتلاع) الجانب الأهلاوي - وبخاصة إعلامه- للتهمة الموجهة صراحة لمدربهم على طريقة (مطرح ما يسري يمري) مما يستدعي طرح السؤال البديهي العريض الذي يقول: ماذا لون أن من اتّهم مدربهم علانية بدفع الرشوة هو مدرب الهلال أو الاتحاد أو الشباب، وهل هناك من تفسير لهذا الموقف؟؟!
بل نحن الذين نتساءل
** تساءل الزميل الأهلاوي الذي لا يأتيه التعصب من بين يديه ولا من خلفه (...) في أحد مقالاته مؤخراً، عمّا إذا كان سيتعرض الاتحاد السعودي لكرة القدم لما قال إنه يتعرض له الآن لو كان الرئيس هلالياً حسب تساؤله، يقصد الذين ينتقدون نتائج عمل اتحاد القدم برئاسة الكابتن أحمد عيد.. بيني وبينكم: موضوع وجيه، وبالعامّي (يجمد على الشوارب) كيف ولماذا؟
** ذلك أن الزميل، ومن خلال موضوعه مثار التناول، لم يستطع الخروج -كالعادة- من دائرة التحزّب اللوني، وأن المسألة لديه مسألة (أنا وأخي على ابن عمي) فحسب، دون النظر لأية اعتبارات أخرى، وليثبت مجدداً أن دفاعه اليومي المستميت إنما هو عن الرئيس شخصياً وليس عن نتائج عمله.. كذلك ما تضمنه موضوعه من تلميحات وتحذيرات من أن الأيام القادمة ربما تحمل أنباء عن سحب الثقة من الجمعية العمومية وبالتالي يتخلص الرئيس ومن معه من وجع الرأس، وحتى لا ينشغلوا ببحث تدابير تعطيل عملها كالمعتاد - ما هم فاضين -ولاسيما أن الأمور تسير من حسن إلى أحسن يخزي العين (بلا جمعية بلا بطّيخ)، والأهم من هذا كله هو إصرار الزميل المخضرم على أن يظل صوتاً تارة، وصدى تارة أخرى للصنف الثاني من المعادلة التي يقول أحد طرفيها: ماذا أنجزتم، في مقابل استماتة الطرف الآخر في سبيل بقاء الأمور على حالها على طريقة (خلّوا الدرعا ترعى) بصرف النظر عن فوارق الأهداف والأقيام بين المطلبين؟!
** وهنا نوجه السؤال ذاته للزميل ولكن بصيغة مختلفة بعض الشيء: ماذا لو أن الكابتن أحمد عيد هلالي، والأوضاع هي الأوضاع؟
** هل كان الزميل (أحمد الشمراني) سيسخّر قلمه وحنجرته للمنافحة والذود عنه بذات الحماس والقوة التي يمارسها اليوم لصالح الأهلاوي (أحمد عيد)؟!
** بطبيعة الحال أنا لا أنتظر منه الإجابة لأنه لا يمتلكها، هذا أولاً، ولأنه (ماهر) في المراوغة - ثانياً- بدليل الزج - المضحك- باسم النصر في موضوعه رغم علمه اليقين بأن لا أحد يجهل الدور النصراوي الرئيسي في وصول (عيد) إلى سدّة الرئاسة، كذلك لا يمكن لأحد أن يفسر وقوف الإعلام النصراوي بقضّه وقضيضه، وبكل قوة لمناصرة أحمد عيد، بغير وجهه الواضح والجلي، وبناءً عليه فلا داعي لممارسة المزيد من (الفهلوة) أيها الزميل.
كبسولة:
سَدّد الضرب تكفى، سَدد الله خُطاك
اضرب الحوثي الفاسد ولا ترحمه
واضرب (الخاين المخلوع) تسلم يداك
لقّنه درسك اللي لازمٍ يفهمه
** ذلك لأن الشعب السعودي شعب أبيّ لا يقبل الضيم، ولا يميل إلى التدخل في شؤون الآخرين، ولا يتطلع أو يخطط لإيذائهم.. لذلك قيض الله له قيادة فريدة في قدرتها على التعامل الفريد مع الأحداث والنوائب.
** فهي أكثر (صبراً وحلماً وحكمة) كلما كان ثمة متسع لمثل هذه الأخلاق السامية، ولكنها أكثر (عزماً وحزماً وحسماً) حينما تصبح الأمور محكومة بمبدأ (لا بد مما ليس منه بد).
** حمى الله بلادنا وقيادتها وشعبها من كل شر ومكروه.