ناصر الصِرامي
ربما حان لك يا سيدي أن تستيقظ من كل الشعارات الفارغة، حان لك يا مولانا أن تندب تصديقك أو حتى تعاطفك ولو لمرة، مع عدو عدوك الشيطان الأكبر، صاحب الدعم السخي. للمظاهرات والصرخات المقاومة لأمريكا وإسرائيل والغرب.. وكل شياطين العالم، دعمهم ساندهم نشرهم، ثم ساوم بهم، وقريباً سيقذف بهم. ما حدث في الغرفة المغلقة.. قصة أخرى، ربما جديدة.
تتذكر المقاومة المباركة، على حدود إسرئيل من حزب العزة والكرامة.. حزب نصر الله التابع لولاية الفقيه الإيراني؟!
نعم.. نفس الحزب الذي يقتل الشعب العربي السوري اليوم، ويبكي حال الحوثين، نفس الحزب الذي حول لبنان إلى فراغ كبير.
أثق أنك تتذكرها جيداً، وتلك الأصوات المبحوحة من الصراخ.
ربما.. ربما.. تتذكر كيف كانت حماس الفلسطينية تصلي في طهران، وتقامر بشعب غزة من أجل مصارعة الشيطان الأكبر وإسرائيل؟..
نعم هكذا، وبإيعاز من إيران، ومن أجل مال ودعم يأتي من بيت مال طهران، بنفس الطريقة التي كان فيها حزب الله، أو حزب الشيطان حسب الاسم الجديد. مع الاتفاق الأخير الشكلي مع الغرب، الذي افتعل حروباً غير مبررة ليحول لبنان والمنطقة إلى صيف ساخن حارق معتاد.
كذلك فعلت حماس، وخانت وتحملت وزر الدم الفلسطيني في غزة المختطفة. هل تتذكر صرخاتك من أجل المقاومة والممانعة، وكابوس الحرية القادمة من طهران؟!..
اثق يا مولانا أنك تتذكر تلك الحال والغباء والبلادة أو التنبلة، التي نمت فيها مرتاح الضمير بنصرك لقضايا الأمة..
لا تحتاج لتتذكر المزيد الآن، يكفي أن تشاهد اليوم شعار أنصار إيران الجدد أو الأخير، حيث الحوثي ومليشيا ترفع شعاراً أحمق.. كذباً وزوراً جديدين، يدغدغ الجهلة واليائسين والقانطيين والمحبطين، (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل... إلخ).. وسلسلة لعنات لا تنتهي ولا تبقي ولا تذر، هل تتذكر تلك المفاوضات الطويلة، وإيران تمد كل الفوضى العربية بالسلاح والعتاد والنصح من فوق وتحت الطاولة؟، هل تتذكر أول مرة بدأت فيها باللطم؟..
ماذا سيقول أصحاب المقاومة. الآن، والشعارات الرنانة بعد أن أسقطت في الفراغ، من حماس لجماعة نصر الله لأنصار الحوثي.
يقول الاتفاق.. الغرب مع إيران، أذا أذعنت طهران ستعود للمجتمع الدولي، ستكون جزءاً منه، ولن يسمح لها بممارسة نفس اللعبة التي أوصلتها لشبه الاتفاق هذا.
القصة ليست تخصيب يوارنيوم فقط -رغم جوهريته-، إنها صفقة سياسية أيضاً.
ماذا عسى المنكسرين من أعوان حماس -الإخوان- ونصر الله والحوثي، والعرب المخدوعين لزمن أن يقولوا الآن، إلا المشاركة في حفلة سيكونوا هم فيها العشاء الأخير.
آه.. تذكرت إيرن ركعت الغرب.. الآن تقام الاحتفالات في كل العواصم العربية التي تسيطر عليها إيران، احتفالاً بتركيع وتمريغ وجه أمريكا والعرب في التراب أو وتعميد نفوذ الزعفران الإيراني.. نعم حان وقت الاحتفال بالخدعة الكبرى!.
لكن البساطة والحقيقة، تكمن في فهم الشعب الإيراني، الإيرانيون يحتفلون كشعب بمقدمات الاتفاق، لأنه بالنسبة لهم نافذة للعالم للانفتاح اقتصادياً وثقافياً على الغرب، بعد عقود طويلة من الانعزال والقطيعة والعقوبات الصعبة، بالنسبة للشعب الإيراني هي أيضاً اتفاقية. للعيش بسلام بعيداً عن الحروب وشبحها وتوقعاتها. «القرار قرار حرب أو سلم..» قال أوباما للكونجرس، أو كما كان ينظر الغرب للمفاوضات.