علي عبدالله المفضي
لم يكن اختيار مسمى (عاصفة الحزم) مصادفة أو عشوائيا، بل كان عن دراية وإدراك بأبعاده لفظا ومعنى ومعرفة ان ذلك يتطلب ممن أطلقه ان يكون مدركا لجسامة وحجم المسؤولية الملقاة على عواتق من سيقوم به، وقد كان صانع القرار ومنفذه على درجة عالية من التوافق والتجانس والجاهزية والقدرة على تنفيذ ما رسم رغم ان الوقت لم يكن فيه متسع كاف لكل هذه الخطط المتقنة والترتيب المبهر والتنفيذ الحاسم والمباغت.
ان (عاصفة الحزم) توحي لجميع المحللين والخبراء العسكريين بان العقلية السعودية تستحق ان تكون قدوة لغيرها ودافعة إلى القناعة بأننا أمة تستطيع بإذن الله ان تتولى ليس أمر حماية نفسها فقط، بل والقدرة بعد الاتكال على الله ان تكون الساعد القوي المساند بالحماية للاخوة العرب والمسلمين، ليس فقط بالدعم والبذل والعطاء والجود والكرم الإِنساني والمالي وإنما تأكيد ان الكريم بطبعه لا يقتصر كرمه على المال فقط وإنما الكرم والجود حتى بالنفس حين تدعو الحاجة لذلك.
وحين اتخذ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - قراره كان كما عرفناه حاسما وحازما في موقف يحتاج إلى الرجل القوي الجريء الشجاع، وكانت النتائج كما نراها وعلى كافة الأصعدة، وعمل كبير كالذي اضطلعت به بلادنا يحتاج عادة إلى سنوات من التخطيط والدراسات، لكن تراكم الخبرة والعقلية الفذة استطاعت ان تختصر الزمن وتحزم الأمر وتشد العزم وتطلق بعد الاتكال على الله (عاصفة الحزم) لتقول للاخوة والأشقاء إننا معهم في كل ما يستدعي وقوفنا إلى جانبهم، ولتلقن كل من تسول له نفسه درسا بالغ الأهمية ان المملكة العربية السعودية كما هي دائما سلما لمن سالم وحربا على من يخرج عن جادة الحق والعدل والسلام.
وقفة:
تحت راية التوحيد وبحكمة آل سعود
بالأرواح قمنا يا وطنا وسورناك
حميناك قبل أيَّام يسرك بوقت الكود
ولا يوم ملّيناك والا تبدّلناك
نحبك وحبّك كل ساعة يزود بزود
محبة وفا يا اللي ثياب الوفا تزهاك
ورثنا الوفا من والد الجد للمولود
وشربنا مع ( الما ) حب تربتك واخترناك