ناهد باشطح
فاصلة:
((ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور))
- حكمة يونانية -
أحسنت الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية أن بادرت سريعا بنشر ما يفيد بعدم صحة تناقل وسائل الإعلام الجديد لعبارة نسبت لوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بشأن رده على مبادرة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بقوله «إن مايحصل الآن نوع من أنواع الحوار، فلا يمكن أن تكون كل الحوارات على الطاولة».
فالوزارة تدرك أهمية الإدارة الإعلامية للأزمات حيث يتجاوز دور الإعلام في الأزمات نقل الأخبار إلى جانب التأثير في تشكيل وعي الفرد وسلوكه تجاه الأزمة.
قد استوعب أن يكون برنامج «الواتس أب» مرتعا للشائعات لاختلاف وعي المشاركين فيه، وقد أتفهم معنى نشر بعض الصحف الإلكترونية ومواقع المنتديات الإلكترونية وبعض الحسابات الشخصية في «تويتر» أو «الفيس بوك» دون التحقق من صدق الأخبار، لكن أن ينشر صحفي عربي يقدم نفسه خبيرا لمدة 37 عاما في الصحافة وخاصة الشأن السياسي ليكتب في صحيفة إلكترونية مثل إيلاف مقولة ينسبها إلى وزير الخارجية دون التأكد من صحتها فهذا يعني أن أمام الصحافيين تحديا كبيرا في تعزيز مصداقيتهم في ظل عصر تدفق المعلومات مهما بلغت سنوات خبرتهم.
وهذا اختبار حقيقي للمهنية التي لا ترتكز فقط على الخبرة بل على أخلاقيات المهنة.
ما فعله الصحفي الخبير أنموذج لما يفعله العديد من الصحافيين في نشرهم لأخبار دون التأكد من مصداقيتها أما لإغراء السبق أو لضعف المهنية ويحدث هذا كثيرا في الأزمات التي تحتاج إلى إعلاميين ومؤسسات إعلامية قادرة على إدارة الأزمات باحترافية.