ناهد باشطح
فاصلة:
((إذا كان الحق معلقاً، فذلك يعني أنه ليس ميتاً))
- حكمة فرنسية -
ماذا يعرف المجتمع عن صمت النساء؟
ماذا يعرف المجتمع عن العنف الاجتماعي والنفسي الذي يمارسه بعض الأزواج على الزوجات؟
هو عنف خفي يمارس بطريقة مستترة من قبل الزوج فجسد الزوجة خال من آثار العنف إنما روحها هي المتضررة.
أحياناً يمارس الزوج أنماطاً من السلوك توحي للزوجة أنه لا يثق بقدراتها كزوجة وأم، وأحياناً يصرح بذلك متهماً إياها بالتقصير في دورها وواجباتها.
إحساس الإنسان بأن نظرة الآخر إليه مغلفة بالاحتقار يجعله مرتبك حتى في أداء دوره ومهامه، وهذا ما يحدث للزوجة التي تعيش مع زوج انتقادي لا يمنحها التقدير، ويصادر رأيها، ويتعامل مع حقوقها بأنه الواهب إن شاء أعطى وإن شاء منع.
إن الإساءة اللفظية لا تتوقف عند الشتم أو السخرية والاستهزاء بل تتعدى ذلك لتأخذ أشكالاً أخرى متعددة من عدم تقدير ذات الآخر.
هذا شيء من العنف النفسي أما العنف الاجتماعي فهو يتمثل في صور عدة من حرمان المرأة من العمل أو من الذهاب إلى زيارة أهلها.
بالطبع سيتبادر إلى أذهانكم كيف يتم ذلك؟
بعض الأزواج لا يصرح بالمنع أو الحرمان إنما يتخذ أساليب نفسية تتعب المرأة من ضمنها إشاعة النكد في المنزل حتى تضطر المرأة إلى التنازل عن حقوقها في العمل أو زيارة أهلها أو أقربائها منعاً لقرار ظالم من قبل الزوج.
استخدام السلطة في أي علاقة بين طرفين تخلق حواجز لا يمكن هدمها فما بالكم بمؤسسة مقدسة مثل الزواج!
الشيء المهم الذي لا يدركه الزوج المتسلط أن كل ما يفعله من تدمير لشخصية زوجته ينعكس على أبنائه بشكل غير مباشر.
قد تلجأ الزوجة أحياناً إلى الصمت حفاظاً على كيان الأسرة واستقرار الأطفال وقد تصمت لأنها لا تسطيع وسط مجتمع ذكوري أن تقول لظلم الزوج لا، ولأن الطريق طويل لاسترداد حقوقها، ولأنها تخشى حرمانها من أطفالها، لكنها روح تعاني بصمت فما ينتظر من الظمآن إلى الحياة أن يهب الآخرين شيئاً.