فهد بن جليد
الاصطفاف العربي والإسلامي والدولي الكبير خلف (عاصفة الحزم) التي أمر بإطلاقها خادم الحرمين الشريفين لإعادة الشرعية لليمن، يؤكّد أن السعودية قادت القرار الخليجي والعربي الصائب نحو هذه الخطوة الهامة والحازمة، والتي سبقت القمة العربية المُرتقبة، تلبية لنداء (الرئيس الشرعي) لإنقاذ بلاده من المليشيات الطائفية والإرهابية.
ما يجري الآن هو إنقاذ لليمن من حروب أهلية (طائفية ومناطقية) بغيضة، كادت تعصف به، وتجره إلى ويلات لا تُحمد عُقباها، مما يتطلب فرض شرعية الرئيس التي حاول البعض نزعها بالقوة وتحت تهديد السلاح، لمحاولة خطف اليمن، والذهاب به بعيداً نحو الهاوية؟!
القرار الذي من جاء الرياض وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي والأشقاء العرب والمسلمين وأصدقاء السلام ومحبوه في العالم، كان صائباً للجمّ كل الأطماع الخارجية التي غزت (أرض اليمن السعيد)، وتلبست بالثوب العربي الأصيل، لتذر الرماد في العيون بشعارات إسلامية، ومسميات إيمانية، وفي حقيقتها هي أبعد ما تكون عن حب الخير لليمن وأهله، أو للإسلام والمسلمين!
التحرك العسكري الجاد نحو (الجار الجنوبي)، لم يهدف إلى استعراض القوة السعودية والخليجية، ولكنه جاء بعد استنفاد كُل سبل الحوار, وبعد أن فشلت كل الطرق السلمية لحل الأزمة اليمنية، وبعد أن تفاقم التدخل والمد الخارجي البغيض على المشهد اليمني، مما شكل خطراً قادماً على المقدسات الإسلامية، وعلى خارطة الوطن العربي، ليتطلب وقفة عربية وإسلامية ودولية جادة في وجه هذه المليشيات الإرهابية، التي تهدف لنزع الشرعية، وفرض الوصاية الحوثية على اليمن، لتحقيق أهداف وأطماع قوى خارجية ؟!
العالم العربي والإسلامي تنفس الصعداء مع إطلاق (عاصفة الحزم) لأنها البداية الصحيحة، لحل المشاكل العربية والإسلامية، بالقوة العربية والإسلامية، وبكل حزم بالتنسيق مع القوى الكبرى في العالم هذه المرة، وليس انتظارها لتأتي بالسلام لمنطقتنا كما يحدث في كل مرة!
لقد كان التأييد الدولي صفعة قوية في وجه المشككين في شرعية التحرك وسلامة مقاصده، التأييد واجب لهذا القرار الصائب، مع ضرورة استقاء الأخبار والمعلومات من مصادرها الصحيحة، وقطع الطريق على كل من يحاول الترويج للشائعات والأخبار الكاذبة خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي شهدت تفاعلاً كبيراً، ومُتابعة عريضة للتحرك العربي والإسلامي الذي قادته المملكة بكل اقتدار وحكمة!
حفظ الله بلادنا، ونصر جنودنا، وعلى دروب الخير نلتقي.