فاطمة العتيبي
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن «عاصفة الحزم رسالة سعودية واضحة لإيران، عنوانها الرئيسي (توقفوا عن التدخل في الشؤون العربية)».
جيد أن العالم يتفهم رسالتنا؛ فقد ظللنا مع السلام، وسنظل مع المواثيق والمعاهدات الدولية، فنحن جزءٌ من هذا العالم، ولنا ثقلنا السياسي والعسكري.
ونحن نبدأ عاصفة الحزم استجابة لنداء شعب ورئيس دولة، وحماية لحدودنا من تهديدات الحوثيين الذين حولوا اليمن السعيد إلى مرتع لجماعات الإرهاب الممولة من إيران. هكذا قالت المملكة العربية السعودية.
وهكذا وصلت الرسالة إلى العالم. إنها حقاً رسالة كرامة وعودة للوحدة العربية ضد رغبات التوغل الإيرانية في المنطقة. فبعد سيطرة حلفاء إيران على سوريا والعراق وجنوب لبنان تدعم إيران الحوثي في اليمن على حساب الشعب اليمني؛ ليكون مثار قلق ومشاغبة دائماً للعرب.
وكعادة الحليم حين يستغضب، فاجأ السعوديون العالم بقرارهم الشجاع، وهو غير مستغرب حين تستدعي الأمور؛ فليس للشدائد إلا أهلها، وليس للحروب إلا أجنادها وفرسانها حماة الحرمين. وحين تدق الدولة السعودية طبول الحرب فهذا يعني بدء تضامن عربي إسلامي من الماء إلى الماء.
تركيا وباكستان ومصر والسودان والأردن والمغرب والخليج تحالفت مع السعودية بدعم لوجستي أو عسكري وعياً بدور المملكة وأهمية استقرارها واستقرار جيرانها.
نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية مقالاً عنونته بالآتي: «السعودية أكدت استقلالها عن أمريكا بـ(عاصفة الحزم)؛ إذ رأت أن الضربات الجوية السعودية تؤكد طموح المملكة في الدفاع عن مصالحها الإقليمية بنفسها مع تقليل الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية».
وبدت الصحف الأمريكية منذهلة بالحدث، ورأت أن ما فعله السعوديون هو حق الدفاع عن الاستقرار في اليمن الذي راح نهباً للمليشيات والجماعات الإرهابية، والحد من التوغل الحوثي في الجنوب السعودي.
الذي يهمنا اليوم أن اليمن تعود مستقرة تماماً، وأن تبقى الأرض العربية للعرب، وأن تختفي تماماً كل الجماعات الإرهابية العابثة بحياة الشعب اليمني ومقدراته.