سعد بن عبدالقادر القويعي
قراءة الحدث السياسي، وأبعاده المتعددة، تؤكد أن الحرب في اليمن ليست مذهبية، وإنما لها علاقة بالأمن القومي العربي، ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه في معادلة التوازنات الاستراتيجية بين دول منطقة الخليج العربي، والقوى الإقليمية الأخرى، ومواجهة ما يحصل في المشهد اليمني، بعد أن استنفدت دول الخليج العربي الوصول إلى حلول سلمية مع الميليشيات الحوثية الإرهابية، ورأب الصدع اليمني، وإعادة السلام على أراضيه، التي لم تصادف إلا جحودًا، وعدوانًا.
ولأن التاريخ لا يكرر حوادثه، بقدر ما يعيد التنويع على بعضها من زاوية المأساة، فإن العصابة الحوثية تمادت في طغيانها، واستكبارها، وعاثت في الأراضي اليمنية فسادًا، وخرابًا. وكان التهديد الاسترتيجي لدول الخليج العربي متناميًا، وغير مقبول على الإطلاق، حين أظهرت الأزمة اليمنية مظهرًا آخر لاختراق النظام الإقليمي العربي؛ لتأتي عاصفة الحزم؛ من أجل إيقاف الزحف الحوثي، وإلجام تحركاته المشبوهة، التي استهدفت مع الأسف الشرعية، وعملت على تهديد أمن اليمن، والأمن القومي.
غني عن البيان بطبيعة الحال، فإن محاولة السيطرة الإيرانية، وبسط نفوذها على المنطقة، وتحكمها في مضيق باب المندب، جاء من خلال تقديمها دعمًا مباشرا، ومفتوحًا للميليشيات الحوثية، جعل من كل هذه الدواعي الإستراتيجية باعثًا على التحالف الإقليمي تحت مسمى «عاصفة الحزم» المتعددة الأبعاد؛ من أجل إعادة الاستقرار، والتوازن في المنطقة، وقطع الطريق على إيران من تحقيق أهدافها الإستراتيجية، - سواء - المذهبية، أو السياسية، أو الاقتصادية.
السيناريو الواجب تقديمه لليمن حاليًا، هو إنقاذه من السقوط في الهاوية، والعمل على ضرورة تثبيت الشرعية، والوقوف بحزم أمام أي أجندة تريد أن تعبث بأمن المنطقة، وتحولها إلى بؤرة توتر، وانفلات أمني على الإقليم، بل وعلى السلم الدولي، وذاك حق مشروع، وخيار إستراتيجي مطلوب، سيغير من طبيعة تحالفات دولية على حساب جهات إقليمية، عندما تنقلب - بإذن الله - كل المشروعات المشبوهة في المنطقة.