د. عبدالعزيز الجار الله
فرضت علينا حرب اليمن مارس 2015م لأن إيران اعتقدت واهمة أنها جندي الخليج القوي أو عسكري الشرق الأوسط، ففي الفترة الأخيرة تتحدث عن تجاوزها غرب الخليج وأنها تصل إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر سوريا وتسيطر على أهم مضائق مياه البحر الأحمر (باب المندب) من خلال الحوثيين في اليمن, وتسيطر على مضيق هرمز ومياه بحر العرب اليمنية ورأس الخليج العربي وشط العرب في العراق، هذا أعطاها شعوراً بأنها سيطرة على مضائق ومياه العرب بإستثناء قناة السويس في البحر الأحمر, وأنها قادرة على قضم الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، بدأت في العراق ولبنان وسوريا والآن في اليمن، لكن الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله اختار الحرب لوقف الأطماع والطموح الإيراني الذي استسهل العرب وأراضيهم وشعوبهم واستفاد من الربيع العربي الذي فكك العرب وديارهم، فقد تحملت السعودية تدخل إيران في سوريا وهي الأرض البعيدة عن شرق العالم الإسلامي ووسط آسيا واعتبرته نزاعاً عالمياً دخلت فيه روسيا وأمريكا وأوروبا، لكن اليمن وضعها مختلف لأنها العمق الإستراتيجي للجزيرة العربية والخليج وأنها آخر يابسة العرب, فوجود الحوثي والدولة الإيرانية والفكر الشيعي في اليمن تهديداً للسعودية والخليج وليس من المنطق السياسي والحضاري أن تفرض الأقلية الشيعية فكرها وسياستها وثقافتها على شعوب الخليج واليمن الذين يفوقون سكان إيران ويصل تعداد الخليج واليمن أكثر من (80) مليون نسمة في حين أن إيران يصل تعدادها إلى (77) مليون نسمة، يفوقها أيضاً في عدد السكان جمهورية مصر العربية التي يصل تعدادها إلى أكثر من (82) مليون نسمة.
العرب قبلوا الثقافة الفارسية بصفتها إحدى مكونات الثقافة الإسلامية ولكن هذا لا يعني الهيمنة وفرض الفارسية والنفوذ العسكري على الخليج العربي وعدم احترام دوله وتهديدها والتمادي في احتلال الجزر الإماراتية وتهديد البحرين وخلق الطائفية في لبنان ودعم الأحزاب الشيعية وتغليبها على السنة في العراق ولبنان وسوريا، لذا بادرت السعودية ومعها الدول العربية ودول العالم لوقف طموح وأطماع إيران التي بدأت تتحرك بعقلية المحتل منذ بدء الربيع العربي عام 2010م فالعالم العربي والإسلامي ودول العالم تقف مع السعودية ومع الملك سلمان بن عبدالعزيز في الدفاع عن السعودية وعن أراضي الجزيرة العربية وشعوب الخليج من الأطماع الإيرانية ووقف تخريبها الذي تنفذه عبر أحزابها الشيعية: الحوثية في اليمن وحزب الله في لبنان والعلوية في سوريا والأحزاب المتطرفة في العراق.