د. خيرية السقاف
أحياناً يكون في الإجازة لأيام قليلة فائدة لكسر الاعتيادي, وتجديد النشاط، واستلهام الهمة.. ذلك لمن يعرف قيمة الوقت فلا تمر به ثانية في عبث.. وفراغ..!
لكن كثرة الإجازات وإن قل عدد أيامها غالباً ما تبعثر همم أولئك, وتقضي فيهم على شعلة النشاط، والتفاعل في العمل حين يكون هذا العمل مما يحتاج وقتاً، واستدامة، وتواصلاً.., بينما تزيد المتقاعسين تقاعساً, والفارغين فراغاً..! بما فيهم الطلبة والطالبات.., ممن يحتاجون للوقت، وللدأب في الدرس، ولتواصل التحصيل.., ولعدم تباعد مسافات الوقت عند تكوين تراكمية المعرفة لديهم.., وذلك لحقيقة وجود تفاوت بينهم في فروقهم الفردية..!
ولقد كانت الإجازات الموسمية تقتصر على إجازات نهاية السنة الدراسية، وعيد الفطر, وأيام الحج الأولى وعيده, ويوم الوطن, مما يُهيئ للناس أن ينظموا أوقاتهم, ويخططوا لإجازاتهم, ويقتصدوا لمصاريفها, ويكون لديهم متسعٌ في الوقت لتوافق إجازاتهم إمكاناتهم, بل تعينهم على التنسيق مع أسرهم خارج، وداخل مقر سكنهم..,
أما بعد أن تغيرت مواعيد الإجازات عدا إجازة ختام السنة الدراسية فإن الناس اضطربت, وهمم الدارسين ضعفت, وانقطع على الجادين شغف التواصل مع منجزاتهم داخل مقر عملهم، وساعدت على فتور الهمم، وأربكت النظام الأسري،.. فإن التطلع يتجه في ضوء منجزات التغيير، والتنظيم العام الذي تشهده البلاد, إلى تقليص الإجازات المختلفة داخل السنة الدراسية، والإبقاء على اليوم الوطني، وإجازة الصيف، وعيدي الفطر، والحج.., فلا حاجة لفائض الإجازات المتقطعة خلال السنة الدراسية بأكملها..،
مجرد فكرة..
ليكون للوقت في حسابات المكاسب, والإنجاز ما يحفظ الحماس، ونشاط الهمم وتحديداً عند فئة الطلاب في مراحل تكوينهم، واكتسابهم، بتدريبهم على الجدية في البذل من أجلهما.. ولتكون الإجازة أيضاً وقتاً آخر للاكتساب الآخر.