حمد بن عبدالله القاضي
آخر إحصائية أن لدينا سبعة آلاف إنسان ينتظرون التبرع بكلى للقضاء على معاناتهم مع آلام وغسل الكلى، وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية، ومثل هؤلاء من يحتاجون إلى كبد ونخاع أو أعضاء أخرى.
من هنا تأتي الأهمية القصوى للتبرع بالأعضاء لإنقاذ الأرواح وشفاء من يظمأ للشفاء بإذن الله.
وكم ابتهجت عندما قرأت بهذه الصحيفة أن مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض خلال العام الماضي قام بزراعة أكثر من ألف عضو لمرضى كانوا طريحي الأسرة وشفاهم الله بعد زراعة الأعضاء بأجسادهم، وهو جهد كبير يحسب لهذا المستشفى (الصرح).
وقد سرني ما صرح به معالي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث د. قاسم القصبي عن ارتفاع نسبة الزراعة هذا العام إلى 165% بينما كانت في عام 2004م لم تتجاوز (381) حالة، وإنني في الوقت الذي أثمّن هذا الإنجاز الصحي الكبير لتخصصي الرياض وجدة وأحيي مسؤوليه وأطبائه ومنسوبيه على ارتفاع معدل زراعة الأعضاء ونجاح برامجهم في الزراعة حتى وصل إلى هذا العدد الكبير، أتمنى أن تحذو المستشفيات الأخرى حذوهم، وفي الوقت ذاته أدعو لحملة وطنية كبيرة تبلور بالحقائق والأرقام الفوائد العظيمة التي تتحقق من زراعة الأعضاء والتوعية بأن التبرع لا يضر بصحة المتبرع، وها نحن نراهم بيننا: المتبرِّع والمتبرَّع له يعيشان بتمام العافية -ولله الحمد- فضلاً عن ذلك: الأجر العظيم الذي يدخره الله سبحانه للمتبرعين، وحسبنا الثواب ممَّن جلّ في علاه {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
وأخيراً: أشير الضرورة أن يخبر المتبرع أسرته إذا كان سيتبرع بأعضائه أو شيء منها بعد وفاته بأنه قد تبرع، ولا يكتفى بكتابة بالوصية لأن الوصية قد لا تتم قراءتها إلا بعد مواراته الثرى وعندها يفوت الأجر ولا يتحقق ما وصَّى به.
- 2-
وزارة العمل ومرونة التعامل
هدف أي مؤسسة حكومية أن تقدم خدماتها للتيسير على قاصديها من رؤية: أن النظام وضع ليساعد الناس ولا يتسبب بتأخير معاملاتهم ولا يرهقهم من أمرهم عسراً.
إني أفرح عندما أرى جهة تيسر على الناس في تقديم خدماتها ولا تكلفهم شططاً.
روى لي صديق عزيز أنه كانت لديه مراجعة بشأن تغيير مهنة عامل لدى وزارة العمل: فدخل موقع الوزارة وأدخل ما يريده، ثم تعامل مع رجلين فاضلين في هذه الوزارة فوجد منهما كل التيسير وفق تنظيمات الوزارة، فضلاً عن حسن التعامل والحرص على إنجاز مراجعته بكل اهتمام وآخر خطواتها التيسيرية: تفعيل خدمات الاستقدام الإكتروني للمنشآت.
هنا أحيي وزارة العمل على وصولها إلى هذه المرحلة من التيسير على الناس وفق التنظيمات التي وضعتها، ولعل الجميل أن هذه التنظيمات التي هدفت للتوطين أن هذه التنظيمات سعت الوزارة ألا تكون عقبات تعقد ولا تنجز، فالوزارة تطبقها بمرونة وتصل لأهدافها الوطنية دون وقوف أمام احتياجاتهم الفعلية أو التأخير بإنجاز مراجعاتهم، وآخر تصريح موفق لوزيرها: «أن الوزارة تراعي التدرج في تطبيق قرارات السعودة حتى لا يضار القطاع الخاص الذي يشكل عصباً مهماً للاقتصاد الوطني».
ختاماً أحيي معالي الوزير الحيوي م/ عادل فقيه ومسؤولي ومنسوبي هذه الوزارة، ومزيداً من التيسير على الناس.
-3 -
عندما يتألم المكان للفراق!??
الله..!
لقد أضحت تلك الدارة العامرة عندما غاب منارها كأنها أرض صحراء موحشة لا ربيع فيها.. لا أنيس بين جنباتها.!
كم هم أولئك الرجال الرائعون النادرون الذين تتألم حتى «الدور» لفراقهم لكأنَّ عندها إحساس بغياب كرام الرجال عنها.!
إنه كما تشكو الخيول فلعل الدور تشكو أيضاً كما الشاعر عنترة عن فرسه:
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى
وكان لو علم الكلام مكلِّمي