حمد بن عبدالله القاضي
* أحياناً نأخذ الكثير من أمورنا من وجهة نظر بسيطة حتى شؤوننا المسقبلية تفكيرنا فيها لا يتعدى أحياناً مواقع أقدامنا.. ونتج عن ذلك الكثير من السلبيات التي يكون لها تأثير مباشر على مسيرة حياتنا, إن الذي يزرع الريح فإنه بالتأكيد لا يستطيع أن يجني أكثر من عواصفَ هوجاء مثلاً.!
في قضية الزواج.. نتحدث -كثيراً- من ارتفاع تكاليف الزواج وهو أمر مهم.
لكننا نسينا شيئاً هاماً وجديراً بوقفات طويلة.. ذلكم هو ضرورة وجود التوافق بين الشاب والفتاة.. لا أعنى التوافق العاطفي فقط.. بل والتوافق الفكري على رسم الحياة المشتركة.
المرأة الآن ليست «دمية» يتسلى بها الرجل وليست قطعة صلصال يتصرف فيها كيفما يشاء.. كما إنها ليست «جسداً», وحسُب رؤيتها تشفي وتغني.. إن هناك شيئاً مهماً فالمرأة لها ومن حقها أن تكون القاسم المشترك في حياتها مع زوجها وبالطبع ليس معقولاً أن يكون التوافق كاملاً لكن الأهم التوافق في أسس الحياة لينهما.
من هنا ولتحقيق وشائج الانسجام والسعادة لابد من أن يكون هناك اتفاقاً - قبل الزواج على رسم حياتهما. ومستقبلهما.. بمعنى أن يحرص الرجل عن طريق معرفة آراء شريكة حياته وميولها مثلََ أو أكثر من حرصه على معرفة شكلها. أو لون عينيها ومساحة شفتيها.. إن الأخيرة أمور «شكلية» مؤقتة لن توجد استقراراً إذا لم يكن هناك انسجام فكري وعاطفي معاً.
تطلعوا إلى كثير من الخلافات الزوجية التي نراها أنها تحدث دائماً بسبب خلافات صغيرة في تربية الأولاد, ونوعية التفكير واختلاف في وجهة النظر.
أنه من الصعب بل ومن المستحيل أن يكون هناك اتفاق تام في مختلف الآراء بين الزوجين.. ولكن لابد على الأقل أن يكون هناك اتفاق على ما يمكن أن نسميه «الخطوط العريضة» في كيفية عيشهما ونظرتهما للأمور الكبيرة في الحياة.
- 2 -
* الماضي و(القناة الثقافية)
هل يتقاعد الإبداع؟
فوجئت بتوديع أ. محمد بن إبراهيم الماضي المشرف العام على قناة (الثقافية) الذي تولى إدارتها بعد فترة وجيزة من تدشينها فانطلق بها مع زملائه مع ضآلة الإمكانيات إلى آفاق من النجاح وأفق رحب من العطاء الثقافي والفني: إبداعاً ولقاءات وبرامج وثائقية وتغطيات لكافة مناشط الحراك الثقافي لدينا.
لقد استطاع بمتابعته وحرصه وخبرته وثقافته وعلاقاته مع المثقفين وكافة أطياف المجتمع. وتعاون وعطاءات زملائه معه... استطاع أن يجعل من (الثقافية): قناة مشاهدة داخلياً وخارجياً حتى أصبحت -وهذا مناط فخر لوطننا- أنجح قناة ثقافية عربية!.
ترى هل يتقاعد الإبداع.. أعرف النظام لكن كان المؤمل من مجلس إدارة الهيئة إن كانت الرغبة بالتقاعد من أ. الماضي أن يتم إقناعه بالبقاء، وإن كان بحكم النظام فأمامهم إمكانية التجديد له أو التعاقد معه وبخاصة لندرة وجود كفاءات تجمع بين الإدارة والإعلام وبُعد النظر تستطيع إدارة قناة تلفزيونية في ظل احتياج الهيئة فيما أعلم إلى قيادات لبعض قنواتها.
- 3 -
* جداول صغيرة
(إنني لأستحي أن أخشى مع الله أحد سواه)
صدق! ما أبلغ هذه الرؤية للحكيم إسماعيل بن عمر
(قال أحد الصالحين يذهب تعب الطاعة ويبقى ثوابها، وتذهب لذة المعصية ويبقى عقابها).
مقولة تفيض صدقاً وإيماناً.
- 4 -
* آخر الجداول
«وأحرقُ الدمع ما يبقى بلا سفر
وأقتلُ الجرح ما يخفى ويستتر»
بيت بقصيدة للراحل د. راشد المبارك