د. خيرية السقاف
«جوجل» مع قائد مرشدي «الشيربا» الذي حقق رقمه القياسي في الصعود إلى أعلى قمم جبال العالم «إيفرست»، وموقع «نيبالي» الإلكتروني يحققون للحالمين صعودها جولةً افتراضية إليها بقيادة «أبا» الإيفرستي» الذي تقطن عشيرته هذه المنطقة، والتي فقدت العشرات من أبنائها خلال تسلقهم إليها ..لكنهم لم ييأسوا، وامتهنوا الصعود المجازف مهنة المغامر الصامد..!
جاء في خبر «جوجل» أنهم بالاتفاق سوف يتيحون نافذة افتراضية لهؤلاء الحالمين،..
ولا يحلم لصعود إيفرست إلا الطامحون في الاكتشاف، المولعون بالمعرفة، المتوقدون للمجازفة..،!
ولكن ليس كل منهم تتاح له إمكانية تحقيق طموحه، ودفعه نحو ممارسة سبلها، ووسائلها..
فهناك عوائق على مر الأزمان جعلت لهؤلاء بوتقة تتبتل فيها أحلامهم..!
غير أن السيد «جوجل» بكل مساعيه حقق للبشرية منجزه المميز، وسرعته الفائقة، وإحاطته الشاملة، وتفاصيله الدقيقة..
إنه همة ضخمة في واقع هزيل..!!
إنه في آخر مشاريعه الكبيرة بلغ بالطموحين «قمة إيفرست»..
إذ كما ورد في الخبر أنه هو وموقع «نيبالي» الإلكتروني قد أطلقا برنامجاً للقيام بجولة افتراضية في منطقة إيفرست، وسموه «ذا ستوري سايكل»...، يتيح للمشاهد فرصة مشاهدتها «بدرجة رؤية 360 درجة»، ...
وهدف البرنامج، هو تمكين زيارة من لا يستطيع عن افتراضية نافذة تطل على المنطقة، وإن كانت افتراضية بحيث تتيح التعرف على تفاصيل دقيقة لمنطقة الإيفرست، وما تحتويه من دور، وأديرة، ومنازل، وفنادق، وأجواء طبيعية خلاَّقة بعظمة البارئ المصور..
إن «جوجل» يمتلك رؤية واسعة لاحتياجات البشر في أنحاء العالم، ولتفاصيل عن كثيرة تتماس ورغبتهم في المزيد من تفاصيل ما لا يعرفونه ليصلوا إليه فيعرفونه....
إنه كما أرى مشروع ضخم يواكب سرعة المتغيرات اللازمة لمعنى أن تضج الحياة في الحياة..!!
إنه اليوم من حيث يأخذ أي «جوجل» الناس إلى أعلى قمة في الأرض، يعيش الغالبية من البشر تحت رحمة الآخذين بهم بكل سلاح فتك إلى أغور بقعة تحت التراب أمواتاً...
فثقافة الموت التي عرفها الرُّضع فوق الأرض، ينقضها «جوجل» في نافذته الافتراضية نحو كل الحياة، وقمة الأرض..!!
إذ حتى الأموات يحتفي بسيرهم، وعيدهم لذاكرة الأرض..على الأقل وإن اضمحلت فيها الرؤية، ووهن فيها الجمال..!!