عايض البقمي
في أمسية (سباق الموسم) عبر نسختها الموسم الماضي كانت ليلة من ألف ليلة وليلة لعشاق وأنصار الأسطبل الأحمراني والأشقراني (أخيل) ينتزع كأس المؤسس تاج البطولات السعودية، في ملحمة تنافسية شهدها الميدان السعودي بعد أن حبست الأنفاس حتى الرمق الأخير ما بين «رلين» وعريس الفرح الأحمر «أخيل».
في النسخة الماضية تم تسجيل ميلاد جديد لنجم سعودي بمواصفات راقية دم وأصل وذراع امتاز بالهجوم الكاسح المباغت والخداع.
وكنت حينها قبل تلك المواجهة قدر راهنت على فوز الأشقراني رغم وجود أفراس الأبيض الشرسة «لين» و»مروعة» ليحسمها «أخيل» بهجومه المذهل مصادقاً على توقعاتي حاملاً نواميس الفرح لمالكه المحبوب أبو خالد الفيصل الخالد مروراً بعراب صفقة الموسم وشريان الأحمراني النابض سعد بن مشرف الذي أعاد هذا الأسطبل العريق إلى منصات الذهب مراراً خلال السنوات الماضية وهذا الموسم.
هذا الانتصار ضاعف من مسؤولية فريق الأحمر في رحلة الحفاظ والدفاع عن اللقب الكبير، ومعه بدأت رحلة المحافظة عليه دون الاعتماد على إنتاج مزرعة المعزة بل تعداها إلى استقطاب عدة نجوم من خلال عدة صفقات مليونية وكان آخرها ضم المهر «العطيب» لعرينه من أجل الحفاظ على اللقب الكبير للعام الثاني على التوالي.
في هذا المقام والحديث عن الأحمر مقولة مأثورة تقول: «إن سباق النجاح ليس له خط نهاية وإن الطموح يجب ألا يكون له سقف ينتهي عنده السعي) لذا كان سعي الأحمراني متواصلاً بسلاح الصبر وبنكهة الطموح حتى ما قبل سباق الليلة بأيام.
في الجانب الآخركان دخول رجل الأعمال ومالك الخيل عبدالإله الموسى زكي السيرة والسريرة إضافة نوعية لموسمنا الحالي بعد أن دفع مهر خطبته للكأس الغالية بتربعه على عرش أكثر صفقات الموسم كمية ونوعية ليتحقق لأسطبله السماوي العديد من النجاحات قصيرة وأخرى بعيدة المدى ليتحقق له ما كان يبتغيه بعد أن سجل أولوية غير مسبوقة في هذه البطولة وهو يصل بـ4 جياد لشغل المقاعد الأربعة الأساسية في سنة أولى فروسية وكأسطبل غير مصنف من الأربعة الكبار يؤهل نجومه الأربعة بعد أن وصلت للنهائي من خلال فوزها وسجلها النقاطي.
وهنا أتذكر مقولة تحاكي الأسطبل السماوي وطموح مالكه الفريد والجاد رغم أنها السنة الأولى له في عالم سباقات «كروفر» ومضمون تلك المقولة «إن الهدف طائر وكلما اقتربت منه لصيده طار بجناحيه لأعلى لتستمر المطاردة حتى تحقيق المبتغى والهدف الأسمى.
ومتى نجح نجوم السماوي الليلة في خطف سباق الموسم حينها سيكون إعجازا لا إنجازا».
أمام كل تلك المعطيات ما بين إصرار الأحمر وطموح السماوي تأتي العقبة الكبرى لمن أراد الفوز بكأس أبو تركي الليلة فعليه تخطي الرباعي الناري من نجوم الأبيض الماسي وكل مهر باللون الأشقر يحمل القمصان البيضاء (يقول الكأس عندي) قولوا ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله خلال الأسابيع الماضية ذهب الكثيرون مع النجمين (الفائز والبادي) إلا إني كنت قد راهنت وفي تغريدة قبل 3 أسابيع وتحديداً بتاريخ 21 فبراير قلت فيها (الأبيض الكبير يحتفظ بإنجازات الأمس غير أنه لا يعترف إلا بإنجازات الغد). و(مطاع) بعد سباقه الأخير قالها بالفم المليان (كأس أبو تركي تخصصي وملكي) سجلوها علي في المفضلة.
الأكيد أن هناك حالة من الشجن يعيشها ويحسها بشكل خاص كل من تابعوا سباقات الموسم الحالي منذ بداياته بأحداثه وصفقاته وبروز أبطاله وحتى ما قبل السباق بساعات فإن تاج البطولات السعودية ستظل تحمل صفات السباق الأغلى والأشهر لكونه لم يكتسب هذه الصفات من فراغ وإنما انتزعها انتزاعا، وهل هناك أروع من نوماس كأس الكؤوس.
والمؤكد أن أجمل ما في سباق الليلة هو تلك الحالة التي تجعل الجميع شريكاً في صنع النجاح والبهجة والمتعة، فالمنافسة التي تبدأ وتنتهي في (1.35) دقيقة تشحن كل أطرافها ومتابعيها لقصص وحكايات تستمر أحداثها وتتواصل سيناريوهاتها حتى الموسم المقبل لكون هذه البطولة هي مسك الختام لكبرى البطولات الكلاسيكية وتعظيم سلام لمن يحمل كأس أغلى الرجال العظام.
المسار الأخير:
في وصوف الخيل قلبي مع السابق يميل
لا أمطرت شوط التحدي في اليوم الجليل