عايض البقمي
أمسية الذهب الخالدة بميدان المؤسس هذا المساء ستكون تاريخية محفورة بأحرف بارزة في وعي كل المعنيين برياضة سباقات الخيل السعودية.
حقاً إنها أمسية جديرة بأن تستشعر أحاسيسهم وتستقطب اهتماماتهم لا لمجرد كونها حدثاً ظل منذ بداياته المهرجان الأبرز في روزنامة سباقات الميدان السعودي بل لكونه الحدث الذي تبرز فيه معالم الوفاء من ملك العطاء سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأدام عزه وأبقاه- وهو يوجه -يحفظه الله- بأن يكون مسمى الكأس الغالية كما كان باسم أخيه فقيد الوطن والفروسية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-.
إنه الوفاء في أسمى معانيه بلغة سلمان الوفاء وهي اللغة الراقية والوافية التي لا يشعر بعظمتها سوى العظماء.
وبما أن الوفاء بحر من الأخلاق والصفات الحميدة وأمواجه هي خيوط الإخلاص والود والتفاني وسعة قلوب رست مشاعرها على الطهارة والنقاء واصل سلمان المراجل وكل العلوم الغانمة خصاله المتعددة مجسداً الوفاء في مسيرته عبر أمسية الليلة بصهيل النفوس الشريفة.
ولله درك يا ملك الوفاء وقائد مسيرة النماء والعطاء.
لغة المضمار
ليس في مقدورنا وكل المراقبين الفروسيين نقادا وملاكا ومدربين تسمية من سيفوز بكأسي فقيد الفروسية الملك عبدالله.
كلا الموقعتين العاصفتين تحوم ترشيحاتها لعدة أسماء قد تصل إلى خمسة أسماء بما فيها المرشح الفافوري (وطني) في موقعة المستورد الطاحنة ولن تكون الطرق أمامه سالكة، فطموح الأحمراني المتوهج لهذا الموسم قريب من انتزاع الكأس الغالية التي يحمل لقبها في النسخة الماضية متوالي الأبيض وسرجاد الأزرق.
المدرب العالمي الراحل هنري سسل عندما سئل عن سره الخطير في معرفة الأبطال المتميزين قال: لدينا العديد من الأفراس الأمهات والجدات وبالتالي يمكنك التعرف على الصفات العائلية المرغوبة والكثير من الأفراس المميزات لديهن أطباع غير سوية من أمثال (أوسو شارب) و(أنديان سكيمر) و(بصري شام) على سبل المثال لا الحصر غير أني أفضل الحصان الذي لديه أذنان كبيرتان ورأس قوي وكبير مشيراً بقوله: لم يسبق لي الثقة في شخص صغير الأذنين ومتجاور العينين.. مؤكداً أن تلك الصفات تنطبق على الخيول أيضاً أترك التعليق لكم مع وصف مكتشف الأسطورة (فرانكل).. ومعيداً ما بدأته من سيفوز الليلة بكأس الملك عبدالله بحضور وتشريف ملك الوفاء وهو السؤال الذي ظل طوال الأسبوع الماضي يشغل أوساط الفروسية وملاكها، أما الجواب فليس لدى معاشر الأصحاب والأحباب له جواب تخميني.
ليس لأن الجواب ضرب من المستحيل.. بل لأني أيقنت أن (لغة) المضمار في البطولات الكبرى تختلف من وجوه كثيرة عن لغة الأفكار والرغبات والأمنيات، فالكلمة أولاً وأخيراً بذراع الصافنات والأبطال.
طابت أمسيتكم المطلية بوفاء ملكي خالص ومرصعة بمداد من الذهب الأصلي ورحم الله عبدالله بن عبدالعزيز وأطال الله في عمر مليكنا الغالي الوافي سلمان بن عبدالعزيز.
المسار الأخير
والله ما يكبر في عيون الرجاجيل
الا مواقف الرجال العظيمة