جلال الطالب
لا شك أن الكتاب يحظى بالاحترام والتقدير في مجتمعنا ولا شك أننا من أمة أقرأ تلك الكلمة الأولى التي أنزلت على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا شك أيضاً أن معرض الرياض الدولي للكتاب يعد من أقوى المعارض بالإيرادات المادية وتنتظره دور النشر كل عام بشغف ولهف.
هذا الشغف من دور النشر لاستنزاف مدخرات الناس واستغلال لهفتهم للقراءة بأسعار خيالية غير مبرر مع أن المعطيات التنافسية من الكتاب الرقمي والتغيرات الاقتصادية بانخفاض سعر النفط يجعل منا بشر بهيئة علامة تعجب !! من هذا الاستغلال بمراء من وزارة الثقافة ومسمع من وزارة التجارة.
حين قسم هذا المنتج « الكتاب» إلى منتج تجاري ينقسم إلى قسمين الأول المحتوى الفكري المختزل بين دفتي الكتاب وهو معرف لدى القارئ فهو يعي قدرات هذا المؤلف أو ذاك من إنتاجه الأدبي أو العلمي أو الفني أما القسم الثاني فهو خامة الكتاب من الورق والطباعة والشحن والمساحة المستأجرة بالمعرض .
فسعر الورق مرتبط بسعر النفط بيد أننا لم نلاحظ ارتفاع مسبق للمنتجات الورقية الأخرى إلا بشكل طفيف ولكن سعر الكتاب تضاعف بشكل ملفت للانتباه بعد تدني سعر برميل النفط ما دون 50% مازالت دور النشر تتشدق بأسعار عالية , أما عن تكلفة الطباعة والشحن فهما أيضا مرتبطتان بسعر النفط !! وعن المساحة المستأجرة من مركز المعارض بالرياض فهيا الأقل تكلفة والأكثر مدة بالمقارنة بدول الجوار فقيمة تكلفة سعر معرض القاهرة الدولي للكتاب 350 دولار للمتر المربع الواحد وسعر معرض بيروت العربي الدولي للكتاب 715 دولار للمتر المربع الواحد و سعر معرض الرياض الدولي للكتاب 2015 (750) ريالاً سعودياً أي 200 دولار للمتر المربع الواحد ومع هذا التخفيض بالمساحة نجد أن سعر الكتاب بالرياض أغلى من سعر الكتاب ببيروت مع أن الأرقام والمعطيات تشير إلى أن يكون السعر بالرياض أقل بكثير من غيرها
وأضف على ذلك وجود منافس للكتاب المطبوع وهو الكتاب الالكتروني الذي لقى إقبالا عالميا من القراء سواء كانت الكتب المجانية!! أو المدفوعة بالمواقع Amazon اوBarnes الجزيرة Noble ومع وجود الأجهزة اللوحية والجوالات الذكية أصبحت بمثابة مكتبات في متناول اليد أينما كنت.
الشاهد هنا لابد من الوقوف بحزم أمام استغلال دور النشر لمعرض الرياض الدولي للكتاب وتشديد الرقابة التجارية قبل الرقابة الفكرية.