لفت انتباهي خبر في صحيفة الدستور الأردنية عنوانه «توقيع اتفاقيات التفرغ الإبداعي, جاء فيه أن وزير الثقافة الأردني وقّع في مبنى الوزارة على اتفاقيات التفرغ الإبداعي» لهذا العام، في حقول عدة، منها الشعر الفصيح والرواية والقصة القصيرة وأدب الطفل والنقد الأدبي والفني والفن التشكيلي والتصوير الضوئي والخط العربي.
تحرك لدي بعد قراءتي الخبر شغف الاهتمام بمعرفة آلية هذا المشروع وتفاصيله، وقمت بالبحث عن كيفية منح المبدع هذه الميزة، ولا أخفيكم أنني أعجبت به إلى حد الانبهار،، فوجدت أن مشروع التفرغ الإبداعي اُعتمد تحت نظام جديد في وزارة الثقافة الأردنية، وقد أُقر في عام 2007 على أسس ومعايير القيمة المعرفية للإبداع من قبل الوزارة وفلسفتها الثقافية، ويتم الإعلان عن المشروع في جميع الوسائل الإعلامية وتُحدد فترة معينة لاستقبال الطلبات، وتعمل عليه لجنة متخصصة لمعرفة مدى جدية والتزام طالب التفرغ من خلال استقصاءاتها عنه، ويشترط أن يحمل المشروع قيمة معرفية وإبداعية عالية، وأن يكون المشروع جديداً، منسجمًا مع فلسفة وأهداف المجال المعمول به، ولم يسبق الإعلان عنه أو نشره، وأن تكون للمتقدم مؤلفات فردية منشورة في حقل التفرغ الأدبي المطلوب، وأربعة معارض فردية معلنة في حقل التفرغ التشكيلي والبصري المطلوب.
هنا؛ تبادر إلى ذهني سؤال: كيف أقرت وزارة الثقافة الأردنية هذا المشروع..؟! مع أنه ليس من ضمن النظام الأساس للوزارة، فكانت الإجابة بسيطة جدًا، وهي أن أنظمة الوزارة قابلة للتعديل والتغيير،..!! وهذه الإجابة ذهبت بي إلى أبعد من ذلك، بالسؤال: (هل أنظمة وزارة الثقافة لدينا تواكب التطور والحداثة الحاصل لدى المبدع في مختلف روافد الإبداع.؟!)، لا أعتقد ذلك..!!، مع العلم أن القائمين عليها لا تنقصهم القدرة العلمية والعملية للتطوير والرقي بها، لكن الأمر يحتاج إلى تخطيط مستقبلي وتفاعل مع المجتمع والمبدع..!!
فما المانع من أن تُنشئ وتقر وزارة الثقافة لدينا نظاماً للتفرغ الإبداعي بمعدل سنتين، لثلاثة أفراد من الجنسين لكل مجال لاهتماماتهم الأدبية والفنية والنقدية، إذا علمنا أن لدى معالي الوزير الصلاحيات لإقرار مثل هذه الأنظمة، بالتنسيق مع الوزارات الأخرى وهو غير مكلف مادياً كون الأمر يقتصر على التفرغ من العمل بعد اجتيازه مراحل الطلب وفي ظل وجود النوادي الأدبية والدعم السخي لها وجمعية التشكيليين أو غيرها بجميع مناطق المملكة ما يجعل المهمة سهلة لإيجاد اللجان الفرعية، ومن ثم اللجنة الأساسية في الوزارة، ونكون بذلك قد عززنا الثقافة والأدب والفنون بأعمال نخبوية نقارع بها الأمم الأخرى، وأسهمنا في إيجاد المناخ المناسب للمبدع.
إننا مقدمون على عام جديد، نأمل فيه من وزارة الثقافة والإعلام مثل هذا التحرك نحو المبدعين.