م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. المفكر الأمريكي (نعوم تشومسكي) كبير بكبر أمريكا.. تبنى مواقف المثقف الحقيقي تجاه بلده والعالم.. لذلك يعد اليوم أعظم مفكر معاصر.
2. نشر البروفيسور تشومسكي قائمة بعشرة أساليب تستخدمها حكومات الدول في التأثير على الشعوب والمجتمعات.. وكلها تبدو في ظاهرها طبيعية وصادقة وغايتها المصلحة العامة.. لكنها في الحقيقة إما مُلْهِية أو مُوَجِّهة للرأي العام وهي خداع للشعوب والمجتمعات بكاملها.. فتُستغل فيها الأحداث لبناء رأي عام يصعب إيقافه.. فتلك الدول في كل قول أو عمل تدعم الهدف الرئيسي حتى ولو كان من ذلك التأجيج وصب الزيت على النار واقتراف جرائم كإشعال الحروب الأهلية.. فلهذه الدول غاية واحدة وهي السيطرة على المجتمعات والشعوب والتحكم في مسارها ومصيرها.
3. وذكر تشومسكي من ذلك استراتيجية (الإلهاء) وتتمثل في تحويل انتباه الرأي العام وجعله منشغلاً وليس لديه وقت للتفكير.. ومنها استراتيجية (خلق المشاكل والحلول).. فالإرهاب أتاح لكل الدول في العالم أن تفرض تدابير واحترازات أمنية وكلها على حساب حرية الفرد.. والأزمة الاقتصادية جعلته يتقبل تراجع مستواه الحقوقي والمعيشي.. واستراتيجية (التدرج) في تطبيق الإجراءات التي تحد من الحريات أو تؤدي إلى الزيادة في الرسوم.. واستراتيجية (استثارة العاطفة بدل العقل).. واستراتيجية (إشعار الفرد بالذنب) وأن ما يعاني منه إنما هو بسبب قصوره وقصور مجتمعه المزمن الذي لا شفاء منه.
4. لنأخذ إحدى تلك الاستراتيجيات وننظر إلى كيفية تطبيقها في مجتمعاتنا العربية ولتكن استراتيجية (استثارة العاطفة بدل العقل) في المجتمع.. هل تذكرون شعار القذافي في ليبيا (شركاء لا أُجَراء).. حتى دَمَّر ليبيا وصارت مع العراق وسوريا بلداً منكوباً.. أو لعلكم تذكرون «اللاءات الثلاث» إبان نكسة (1967م) أو هتاف ذاك الشعب الجائع في تظاهراته: (الجوع ولا الركوع).. ولنا أربع سنوات نسمع في سوريا: (الأسد أو نحرق البلد)!.
5. هل ترون ماذا حل بمهد أول حضارتين إسلاميتين الأموية والعباسية.. إنه والله ظلم عظيم.. فقد تحول المجتمع الذي اخترع الكتابة ودَوَّن القانون إلى مجتمع يعيش حالة توحش لا يملك الفرد حيالها سوى الخضوع أو الموت.. وتم تدمير البنية الأمنية والتعليمية والصحية والعمرانية بالكامل.. وها قد انطلقت مأساة اليمن.. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
6. العراق وسوريا وليبيا واليمن مشتعلة بالفتن والصراعات.. أما القضية الفلسطينية فقد ترمدت.
7. آه يا عرب.