وسيلة الحلبى
تزهو العاصمة الرياض لكونها تحتفل بعرس الثقافة في معرض الكتاب لهذا العام ، هذا العرس الذي يحتضنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز متوجا على عرش المملكة العربية السعودية، والمعرض الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية رائعة تقام كل عام لتحتضن آلاف العناوين التي تشد الزائرين في كل الأعمار ومن كل الجنسيات من خلال 915 دار نشر والوقوف على أبرز الأقلام الروائية والأدبية تحت سقف واحد، ولا يقتصر المعرض على بيع الكتب فحسب، بل إن هنالك العديد من الفعاليات الثقافية التي تقام متزامنة مع هذا المعرض، ومن أبرزها الأمسيات الثقافية والشعرية، بالإضافة للمسرحيات وورش العمل الخاصة بالأطفال، بالإضافة لجائزة الكاتب السعودي، والتي يبلغ مجموع جوائزها مليوني ريال، وهي تكون من نصيب 10 كتاب سعوديين، كما يتم في المعرض توفير منصات توقيع للمؤلفين والمؤلفات، والتي تسمح للزوار بالحصول على تواقيعهم على الكتب التي اقتنوها من المعرض وتتنوع اهتمامات الزوار بين الروايات والكتب السياسية والشعرية وتطوير الذات، حيث تستحوذ الروايات على الإقبال الأكبر، وخاصة من النساء، تليها الكتب السياسية والثقافية لدى الرجال، ويبدو أن للأحداث السياسية التي تمر بالمنطقة تأثيراً على اختيارات الزوار، لكون الكتب السياسية تحاول إيضاح الصورة للقارئ حول الأحداث التي تمر بالدول التي اجتاحها ما يسمى بالربيع العربي، وتتطرق للجماعات الإرهابية التي نشطت، وأصبحت حديث عامة الناس. هذا المعرض جاء مواكبا للتطور التقني بكل مساراته وملبيا لتطلعات القراء ومجسدا لعنوان هذه الدورة «الكتاب.. تعايش»، في مرحلة تسود فيها تيارات العنف والإرهاب التي تتحدى الأمن والاستقرار وتستلزم جهود مثقفي العالم للوقوف في وجهها. إن الكتاب أصبح مصدرا للتواصل بين الشعوب ووسيلة متميزة يتعرف من خلالها بعضهم على بعض، في احترام كامل ترسخه قيم إنسانية نبيلة مشتركة تحكم العقل والمنطق وتناهض الجهل والعداء وضيف الشرف في المعرض هذا العام جمهورية جنوب أفريقيا حيث تتيح الاطلاع على تجربة حضارية وثقافية مميزة، عمادها التنوع والتعدد والثراء الفكري والتعايش الاجتماعي الذي سيثري حضورها، سواء في الجناح المخصص لها أو في البرنامج الثقافي، لكونها استحقت وبجدارة أن تكون نقطة التقاء بين أبناء البشرية جمعاء، واستطاعت أن ترفد الثقافة العالمية بآدابها وفنونها المختلفة بأعمال أدبية وفرية استحقت نيل أكبر الجوائز العالمية كجائزة نوبل للآداب.وقد استُحدث معرض الكتاب هذا العام ركنا بعنوان «في ذكرى الراحلين»، وهو مخصص للمؤلفين من الأدباء والمفكرين والعلماء الذين لهم مؤلفات مطبوعة وكانوا في المعرض في العام الماضي ثم انتقلوا إلى جوار ربهم، إذ تركت آثارهم العلمية ذكرى خالدة تنتفع بها الأجيال من خلال بحوثهم ومقالاتهم وكتبهم، كما سيتم تكريم دارَي نشر في ختام الفعالية، إحداهما سعودية وأخرى عربية، وفق معايير محددة تشمل التنوع، ومدى إسهامها في خدمة المجتمع، والتجديد هذا العام راعى التوسع فيما يتعلق بثقافة الطفل، إذ خصص مجموعة من ورش العمل والتدريب والمحاضرات التعليمية والتثقيفية من متخصصين في هذا المجال.زوار معرض الكتاب يتزايدون يوماً بعد يوم، ويكون الإقبال في أشد حالاته في الأيام الأخيرة قبل أن يغلق المعرض أبوابه، كما أن يومي الجمعة والسبت هما الأكثر إقبالاً لكونهما إجازة نهاية الأسبوع في السعودية.