المدفأة تهدر
والمطر ينقر شباك غرفتي بلطف
كعاشق ينقر على أوتار القلب
قربت وجهي من النافذة
لعلي أرى وجهك الحبيب
يمر في الحارة الضيقة التي أسكنها
منذ عشرين عاماً
طبعت قبلة شتوية على زجاج نافذتي
حتى إذا مررت، تحت جنح الظلام
تطبع قبلتك فوقها فتتعانقان بدلال
نفثت بأنفاسي الدافئة الحائرة
على زجاج نافذتي
وكتبت أحبك.
عبثت بخصلات شعري المنسدل فوق كتفي
وكأنني أعبث بأوتار قلبي الذي يناديك
رددت بصوت منخفض
القلب يعشق كل جميل
التفت إلى شاشة التلفاز الذي لا ينطفئ
ومنظر الكعبة الرائع والناس يطوفون حولها
تسمرت في مكاني لدقائق
وناجيت الله أن تكون بخير.
تسللت إلى مصلاي
وصليت لله بضع ركعات في جوف الليل
ودعوت لك.
عاودني الحنين إلى مراقبة الحارة من النافذة
لعلك تأتي مع المطر.
فآتيك بالمظلة، ونتعانق تحتها
والمطر يبارك لقاءنا
انتظرت كثيراً ولكنك لم تأت.
بدأت أحتسي قهوتي المعتادة كل فجر
وأخربش بقلمي فوق الورق
بخربشات لا أفهم معناها
ولكن كنت أشعر أن كل حركة من يدي
تعنيك أنت
لا غيرك
احتسيت القهوة
وكنت أرى وجهك الحبيب
مع كل رشفة مرسوماً
فوق فنجاني يغازلني
أحتسي فنجاني
وكأني أحتسيك مع كل رشفة منه
أنظر إلى المدفأة
وأنظر إلى قلبي
فأشعر بأجيج مشاعري نحوك
إنها أشد علي من لهيب مدفأتي
رسمتك في قلبي
وحفرت اسمك في تجويفه
وهاأنذا أرسم وجهك الحبيب
على نافذتي
لعلك تمر عند هذه اللحظة وتراه.
يا حبي الذي أنتظره
بكل أنفاسي أناديك،،،،
أين أنت؟
فجأة أرى عينيك المملوءتين حباً تنظراني
من خلف النافذة
تمطران قلبي بنظراتهما الحالمة
فيتسارع نبضه
أفتح نافذتي لأمد يدي إليك
فإذا بزخات المطر تصافح يدي
وترسل معها سلاماً منك.
فتنتابني قشعريرة
تجمد الدم في عروقي
بعدك برد قارس وقاس
فأغلق نافذتي بتثاقل
وأعود لفنجان قهوتي
وأوراقي وقلمي
ونار في قلبي تتأجج
رغم لهيب المدفأة
الذي لا ينطفئ
فصقيع المكان ببعادك يوخزني.
يا الله كم أنت تشبه المطر
أو أن المطر يشبهك
إنك كالغيث تأتيني بغتة ثم تروح
أحب مجيئك العبق
أين أنت في هذا المطر والليل
كل ما في الوجود يذكرني بك
ليتك تأت ولا تغيب فأنا أحتاجك.
أريدك حقيقة
لا كالبرق تخطف عيوني وتذهب
أريد حضورك أن يضيء حياتي من جديد
بعدما نامت أمنياتي تحت مخدتي
التي تمتلئ بدموع الوحدة كل مساء