شهدت القضية الفلسطينية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز» رحمه الله « دعما مميزا ومساندا في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية)، وذلك من منطلق إيمان المملكة الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية.
وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله «رحمه الله « دور بارز ومميز في دعمه السياسي المستمر لنصرة القضية الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته لبناء دولته المستقلة. ولهذا نجده المساهم في تبني جميع القرارات الصادرة من المنظمات والهيئات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث أعطى أوامره بأن تشارك المملكة في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمر مدريد وانتهاءً بخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية. وبذلت المملكة في عهده «رحمه الله « جهوداً حثيثة واتصالات مكثفة مع الدول الغربية والصديقة للضغط على إسرائيل لإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تنص على الانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م. ومطالبتها الدائمة للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني. وقد اهتمت المملكة بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، حيث قدمت المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين مباشرة أو عن طريق الوكالات والمنظمات الدولية التي تعنى بشئون اللاجئين مثل الأونروا، ومنظمة اليونسكو، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الدولي، والبنك الإسلامي. وعلى صعيد حماية الآثار والمقدسات الإسلامية بفلسطين، فقد استجابت المملكة لجميع نداءات اليونسكو لحماية وترميم الآثار والمقدسات الإسلامية في فلسطين. حيث تحملت المملكة نفقات ترميم وإصلاح قبة الصخرة والمسجد الأقصى ومسجد الخليفة عمر بن الخطاب ومساكن الأئمة والمؤذنين بالقدس، وهذا يمثل اهتمام المملكة بحماية المقدسات الإٍسلامية. فالمملكة حملت همّ القضية الفلسطينية العادلة منذ عهد الملك المؤسس طيب «الله ثراه « والملك عبدالله «رحمه الله» احتضنها في القلب.
«فكيف ننساك ياعبد الله بن عبد العزيز وفلسطين كانت في قلبك وعقلك».
فقد فوجئ العالم أجمع برحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتأثر الجميع وحزن لوفاته «رحمه الله». ولكن لم يحزن أحد كما حزنت فلسطين والفلسطينيون، فمواقف الملك عبد الله بن عبد العزيز من قضية فلسطين والقدس لا يمكن أن تنسى لأنها تكتب بماء الذهب. «كيف ننساك ياعبد الله بن عبد العزيز وفلسطين كانت في قلبك وعقلك».
وكيف ننسى موقف المملكة العربية السعودية الذي كان دائماً موقفاً داعماً ومسانداً للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني على مدى تاريخ القضية الفلسطينية، ففي كل المحافل الدولية، كانت قضية فلسطين دائماً على جدول أعمال اجتماعات القيادة السعودية مع المسئولين الدوليين، وهو ما كان يدعم ويساند الموقف الفلسطيني.
«كيف ننساك يا عبد الله بن عبد العزيز وفلسطين كانت في قلبك وعقلك». والمملكة العربية السعودية كانت ولا تزال هي الدولة العربية الأكثر التزاماً في تنفيذ تعهداتها تجاه الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبهم، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله «رحمه الله» دائماً يضع القضية الفلسطينية على سلم الأولويات وذلك بدعم فلسطين سياسياً ومالياً في مختلف المحافل الدولية.
«كيف ننساك ياعبد الله بن عبد العزيز وفلسطين كانت في قلبك وعقلك». فحين كان»رحمه الله» وليا للعهد أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز قرارا بإنشاء صندوقي القدس والأقصى اللذين قدما المساعدة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته، إن كان في القدس الشرقية المحتلة أو باقي أنحاء الأراضي الفلسطينية. وذلك بعد اندلاع الانتفاضة الثانية حيث دعا حينها، إلى قمة عربية عقدت في القاهرة وأعلن خلالها عن إقامة صندوقي القدس والأقصى، وأعلن التزامه بمبلغ مليار دولار لدعم الصندوقين وهو ما كان له أعظم الأثر في التخفيف عن الفلسطينيين في القدس وفي التخفيف من الحصار الإسرائيلي، ما مكنهم من الصمود في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
«كيف ننساك ياعبد الله بن عبد العزيز وفلسطين كانت في قلبك وعقلك».
ولك بصمات واضحة في خدمة القضية الفلسطينية وأبناء شعب فلسطين، ولم تتوان عن تقديم يد العون والمساعدة في كافة المحطات. وقد خصصت المكرمة الملكية لأهالي شهداء فلسطين لأدائهم فريضة الحج كل عام والتي استفاد منها ولا يزال آلاف أسر الشهداء.
«كيف ننساك ياعبد الله بن عبد العزيز وفلسطين كانت في قلبك وعقلك».وكانت قضية القدس الهم الدائم لك «رحمك الله» فقد أعطيت تعليماتك على مدار حياتك بتقديم الدعم المادي وإنشاء الصناديق التي تساهم في دعم أهل المدينة المقدسة ومنع تهويدها.
«كيف ننساك يا عبد الله، ومن يستطيع أن ينسى» رحمك الله وغفر لك.
ووفق الله خليفتك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أطلق اسم «أبطال الحجارة عوضا عن أطفال الحجارة إبان الانتفاضة الفلسطينية» وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، لكل خير وأعانهم على حمل الأمانة.
فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خير خلف لخير سلف. وأدام الله هذه البلاد وحفظها بأمن وأمان.