فوزية الجار الله
يصادف هذا الشهر الميلادي مارس حلول اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، ليس مهماً أن نحتفل أو نوثق هذا الحدث على صفحات التواصل الاجتماعي أو على البطاقات أو نضيء شموعاً بشكل تقليدي كما يفعل البعض في أعياد الميلاد، لكن الأهم أن نضع إضاءة كاملة حول المرأة في بلادنا ونتأمل إلى أي درجة وصلت بعيداً عن الدعاية والإعلان والشعارات التي تفتقد الواقعية والمصداقية.
في الفترة الماضية شاهدت لقاء مع إحدى الشابات السعوديات التي أصدرت كتاباً لأول مرة بمناسبة معرض الكتاب كانت الشابة تتحدث بمنتهى التفاؤل والابتهاج بالحاضر والمستقبل، كانت تعبر عن سعادتها بوضع المرأة في هذه البلاد وأنها تتمتع بكثير من الامتيازات وعليها أن تحمد الله على «الأمن والأمان» وهو أمر لاننفيه ولاننكره لكن قد لايكون له شأن مباشر في وضع المرأة، تلك الشابة ذكرتني بنفسي في فترة من حياتي مابين المرحلة الدراسية الثانوية ومابين مرحلة الجامعة التي كنت أرى فيها المستقبل وردياً حالماً مشرقاً، حيث ستسقط فيه كافة الحواجز والجدران التي تعيق تقدم المرأة وتفوقها ونجاحها، وسوف يكون لها وضعاً وكياناً تعتز به، أما الآن، أقصد في ذلك الزمان فعلي أن أحتفظ بابتسامة عريضة صباح مساء فالخير قادم، هذا ليس تشاؤماً لكنه إقرار بالواقع.
في السنوات الأخيرة من الإنجازات العظيمة التي تحسب للملك الراحل/ عبدالله بن عبدالعزيز
(أبومتعب) طيب الله ثراه هو سماحه للمرأة بالمشاركة في مجلس الشورى وتعيين مجموعة من النساء ليكن ضمن عضوات مسؤولات في المجلس، لكن أيضاً هذا الإجراء لم يكن كافياً بشكل عام لتمكين المرأة والاعتراف بكيانها القانوني وبأهليتها.
لن أبتعد كثيراً لكن سأضرب مثالاً تعرضت له شخصياً وأنا امرأة ناضجة ملتزمة أعي مسؤوليتي تجاه ذاتي ومن حولي، لن أضيف على ذلك بأنني أمضيت في الكتابة مابين القصة والمقالة أكثر من عشرين عاماً، خلال الأسابيع الماضية اكتشفت في لحظة حاجة «جواز سفري» إلى تجديد ولم يكن ولي أمري الذي هو شقيقي موجوداً، حيث يقضي فترة قصيرة خارج البلاد في مهمة عمل، كان ينبغي لي أتوقف وأنتظر وأن لا أتجرأ على زيارة الجوازات وحيدة فسوف يتم إعادتي بخفي حنين.
حتى أنني اكتشفت أن بوابة الخدمات الإلكترونية للجوازات لاتقبل أن تأخذ المرأة بنفسها موعداً حيث تمت البرمجة لتقبل الذكور فقط، حالما يكتشف البرنامج أن من تتعامل معه هي أنثى حتى يعطيها رسالة بأن لا تتعب نفسها وأنها ليست الشخص المقبول..! «وللحديث بقية».