أحمد بن عبدالرحمن الجبير
تقوم هيئة السياحة والآثار بجهود جبارة لتأسيس صناعة سياحية في بلادنا، وعلى الأقل في البنية التحتية، لتخلق نشاطا سياحيا غير عادي، من خلال منظومة الإجراءات والتشريعات وأيضا من خلال المؤتمرات، ولكنها جهود تحتاج دعم ومساندة القطاع الخاص، لتحقيق الشراكة المتوازنة في التنمية والتطوير والتحديث،
وإتاحة الفرص للجميع، ومنحها مزيدا من الاهتمام والرعاية لحجم العائدات المتوقعة، وزيادة حجم التوظيف للشباب السعودي.
وقطاع السياحة في بلادنا قطاع ضخم وحيوي ومهم جداً، ويشكل مصدر دخل رئيسي إذا ما التفتنا إليه بحق، ورسمت له خارطة طريق حقيقية لتطويره، وعملنا على خلق صناعة سياحية ذات مواصفات متقدمة، وتعتبر السياحة الداخلية في المملكة مصدرا للدخل السعودي قبل النفط حيث يشهد قطاع السياحة في المملكة تطوراً ملحوظاً، يسهم في الناتج المحلي، ويدعم الاقتصاد الوطني.
وقد ساهمت التقنية الحديثة وجميع وسائل الاتصالات والإعلام، في تحسين صورة قطاع السفر والسياحة هذا القطاع الحيوي والذي اجتذب الكثير من شريحة الشباب الذين وجدوا في مواقع الإنترنت السهولة في ترتيب عطلاتهم وحجوزاتهم عبر المواقع الإلكترونية، والسداد من خلال البطاقات الائتمانية، وخاصة أن بعض المواقع الإلكترونية العالمية أصبحت تعرض خدماتها بأسعار مغرية وجذابة وتنافسية.
وأصبح السائح السعودي على قدر كبير من الإدراك والوعي بكل ما يقدم له، وليس من السهولة خداعه، لأنه أصبح على معرفة بالبرامج السياحية التي تُقدّم له من خدمات وبرامج سياحية، من خلال الإعلانات التي يتم من خلالها الترويج لبرامج سياحية خارجية تستهدف السائح السعودي وذلك يعود لغياب المنافسة بين الشركات السياحيَّة، وغياب التسويق الجيد الذي يهدف إلى الترويج للسياحة الداخليَّة.
ويفترض من وكالات السياحة والسفر تصميم البرامج السياحية المحلية، عبر التخطيط الموسمي لها، والتشارك بينها في تطبيق برامج متكاملة وبأسعار منافسة، وبما يلبي احتياجات وطبيعة السياحة الداخلية ذات الطابع العائلي، وتصميم منظومة تقنية توحد فيها الإجراءات والأسعار والمنظومة الإدارية والثقافية بما يشعرنا بالاهتمام، لأن صناعة السياحة تترسخ على المصداقية وجودة الخدمات، وتنوع البرامج عبر بناء حزم تسويقية لأماكن سياحية محلية حديثة، والعمل على نقل الخبرات الدولية إلى الداخل، وكيف ندعم السياحة المحلية والتسويق لها، وتنظيم أفضل البرامج السياحية والمهرجانات والفعاليات الداخلية.
وعلى وكالات السفر والسياحة التعريف بالسياحة في السعودية لأن المملكة تملك مواقع سياحية ممتازة لكنها مهجورة وغير معروفة للعالم الآخر، فالقطاع السياحي لدينا بحاجة إلى تنمية وتطوير وتسويق من خلال التوعية والإعلام وتعريف السياح القادمين إلى المملكة بأن لدينا سياحة متميزة وممتعة يمكن أن ينقلوها إلى بلادهم وشعوبهم، وأيضا خدمة سياحية مقرونة بأداء العمرة وزيارة مكة والمدنية والمناطق الدينية والتاريخية.
ونتمنى أن يكون مستقبل السياحة في بلادنا في أحسن حالاته وذا مستقبل واعد ومزدهر ومنظم ونطالب الجهات المعنية بالسياحة في بلادنا بالعمل على تنظيم سوق السفر والسياحة، وإيجاد معايير تصنف على أثرها وكالات السفر والسياحة، وضرورة إيقاف فوضى بيع التذاكر وحجوزات الفنادق، وعدم التعامل مع المجهولين الذين يَدعون أن لديهم مكاتب سفر وفي الغالب تكون مكاتبهم وهمية، وهم يروجون لرحلات دولية مخفضة، وخاصةً المنتشرة على شبكة الإنترنت.
ونأمل تطوير مكاتب وكالات السياحة والسفر، لأنها لا تزال تعمل بصورة بدائية، وأن تضع برامج العطلات بالكامل، وبرامج مميزة تتناسب مع جميع متطلبات السياح، والعمل على تسويق برامج سياحية داخلية، كما وأننا نثمن الدور البارز لهيئة السياحة والآثار، فإننا نتمنى على الهيئة الدعوة سنويا لمؤتمر حول صناعة السياحة في السعودية، تساهم وتشارك فيه كافة المؤسسات العامة والخاصة المعنية بالسياحة، لوضع مجموعة من التصورات السياحية الاستراتيجية والممكن تنفيذها على مراحل محددة لتطوير السياحة في بلادنا.