الجزيرة - فيصل العواضي - علي بلال / تصوير - سعيد الغامدي:
ينطلق في مقر مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات بعد غد الأربعاء معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الثامنة 2015 تحت عنوان «الكتاب.. تعايش» وسيقوم بافتتاحه معالي الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبمشاركة 915 دار نشر من حوالي 29 دولة وبما يقرب من ستمائة ألف عنوان وحلول جنوب إفريقيا ضيف شرف في المعرض لهذا العام.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض أعلن وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان عن اعتماد مشاركة 915 دار نشر وتوكيل وهيئة ومؤسسة حكومية وأهلية وخيرية في المعرض مؤكداً أنهم جميعًا استوفوا معايير وشروط المشاركة.
وأوضح الحجيلان خلال مؤتمره الصحفي للحديث عن استعدادات وزارة الثقافة والإعلام لتنظيم معرض الكتاب، أن هناك هيئات وجهات حكومية وخيرية مشاركة في المعرض بجانب دور النشر والتوكيل التي اعتمدت من أصل 1273 جهة تقدمت بطلب المشاركة في المعرض من حوالي 29 دولة عربية وأجنبية.
وبين الدكتور الحجيلان أن مساحة المعرض الذي ستقدم خلالها دور النشر والتوكيل إصداراتها المتنوعة تبلغ 23 ألف متر مربع، ستضمن - بمشيئة الله - استمتاع واستفادة أكثر من مليون زائر يتوقع توافدهم خلال مدة إقامة المعرض، إلى جانب العديد من الخدمات الجديدة التي تم توفيرها وتقديمها للزوار طوال عشرة أيام، مثل خدمة شحن الكتب، وخدمة بيع الكتب إلكترونياً، وخدمة البحث عن طريق الأجهزة الموزعة في أنحاء مختلفة من المعرض.
ونوه الحجيلان بالرعاية الكريمة التي يحظى بها معرض الرياض الدولي للكتاب من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وأنها امتداد لاهتماماته بالثقافة والمثقفين، والعناية بهم.
وأكد أن زوار المعرض سيشهدون تطوراً ملحوظاً في عددٍ من الجوانب، لاسيما بعد التعامل مع المقترحات والرؤى والأفكار التي تقدموا بجزء منها عقب الدورة السابقة من المعرض، مبرزاً أهم التطورات في نسخة هذا العام، والمتضمنة زيادة عدد منصات التوقيع، واستحداث ركن بعنوان «ذكرى الراحلين»، يعنى بمن توفاهم الله سبحانه وتعالى العام الماضي، إلى جانب اعتماد تكريم داري نشر، إحداهما سعودية وأخرى عربية، وفق معايير محددة تشمل التنوع، ومدى إسهامها في خدمة المجتمع، لافتاً إلى أن التجديد هذا العام راعى التوسع فيما يتعلق بثقافة الطفل، حيث خصص مجموعة من ورش العمل والتدريب والمحاضرات التعليمية والتثقيفية من متخصصين في هذا المجال.
وأعرب الدكتور ناصر الحجيلان عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على التعاون المثمر الذي قدمته وتقدمه دائما وخاصة مشاركتهم في البرنامج الثقافي للمعرض من خلال إدارة المتاحف والآثار وتنظيم ندوة عن المتاحف والآثار وترشيح أصحاب المتاحف المكرمين، والاستشارات المتخصصة في هذا المجال.
وأفاد بأن الوزارة قد استكملت هذا العام الإصدار الرابع من سلسلة الكتاب للجميع الذي يتكون من خمسة أجزاء بإعادة طباعة كتب: «البعث وقصص أخرى»، وهي أول رواية سعودية للمؤلف محمد مغربي، و»اشواق وحكايات» ديوان شعر للدكتور منصور الحازمي قبل 60عاماً، و»الشعراء الثلاثة» محمد حسن عواد، حمزة شحاتة، أحمد قنديل، ومؤلفه عبدالسلام الساسي، و»من اعلام الشعر اليمامي» ومؤلفه عمران العمران، و»من وحي البعثات السعودية» ومؤلفه صالح جمال الحريري.
وتحدث المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب عن السلسلة الجديدة التي أطلقتها الوزارة هذا العام وهي سلسلة تجارب عالمية واختارت الترجمة لثلاثة عناوين هي «بذور النبوغ»، و»السعادة»، و»نقاط التحول» وسيتم إهداؤها من وزارة الثقافة والإعلام لزوار المعرض، موضحا أنه تم تخصيص تكريم هذا العام لأصحاب المتاحف الخاصة، وتسمية ممرات المعرض البالغ عددها 37 بأسماء الأماكن الأثرية في المملكة.
وعن الإضافات الجديدة في معرض هذا العام أوضح الدكتور ناصر الحجيلان أنه تم تخصيص لجنة لحقوق المؤلف والملكية الفكرية لمتابعة أي شكاوى من المؤلفين ودور النشر والتعامل معها مباشرة، إضافة إلى القيام بدور التوعية بأهمية الحقوق الفكرية للمؤلفين والناشرين، وتثقيف الزوار من خلال الجناح الخاص بهذه اللجنة.
وتحدث خلال اللقاء الصحفي المستشار المشرف على الإعلام الداخلي الدكتور عبدالعزيز العقيل عن الدور التنظيمي والإشرافي على عناوين الكتب ودور النشر ومتابعة ملاحظات وشكاوى الزوار فيما يتعلق ببعض الكتب المخالفة إن وجدت وتتعامل معها وفق نظام المطبوعات والنشر بعد التثبت من المخالفة، مؤكدا أن لجنة المطبوعات في المعرض تتابع بشكل يومي دور النشر وترصد أي مخالفة أو ملاحظات، وأن الأصل في الكتاب الفسح مالم يخالف الثوابت الدينية والسياسية والوطنية.
من جهته أشار رئيس اللجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور جبريل عريشي إلى أن اللجنة عكفت قرابة ثلاثة شهور لتصميم البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، وقد راعت في اختيارها معايير عديدة تختلف عن الأعوام السابقة وبما يتواءم مع المتطلبات الثقافة الآنية التي تفرضها متغيرات الحياة بجميع أشكالها والتي وجدت أن المنطلق الرئيس فيها هو الكتاب بوصفه فكر التعايش بين المجتمعات من خلال نشر المعرفة والوعي، وعلى ذلك تم رسم عناوينه والشخصيات التي تتحدث وتحاور بحيث تعطي بعداً أعمق من خلال طرحها، إضافة إلى الاهتمام بالشباب وقضاياهم.
من جانبه أبان مدير معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور صالح الغامدي أن المتخصصين بقبول المتقدمين من دور نشر اضطروا للاعتذار لبعض الدور عن قبولهم بسبب عدم توفر المساحة الكافية، مؤكداً أن دور النشر الموجودة استحقت المشاركة لأفضليتها وتميزها، وهو ما يحسب للمعرض، وما سيلمسه زواره بمشيئة الله.
وأكد الغامدي أن إدارة المعرض تعمل على ضبط أسعار الكتب، والحد من المغالاة فيها، مبيناً أن هناك تدابير منظمة في هذا الشأن، متى ما تأكدت شكوى تجاه دار نشر في هذا الصدد، وأهمها إرجاع المبالغ الزائدة من قيمة الكتاب للمشتري، وتوجيه إنذار بالعقوبة للدار المبالغة في الأسعار، داعياً الزائر للاطلاع على سعر الكتاب والخصم قبل شرائه من خلال الأجهزة الموزعة في المعرض، أو من خلال موقع الوزارة.
كما استعرض مساعد مدير معرض الرياض الدولي للكتاب عبدالله الكناني جهود اللجان الفرعية والتنفيذية العاملة في المعرض، وعددها 29 لجنة، وأوضح أن النشاطات الخاصة بورش العمل والتدريب في أجنحة الطفل والأسرة قد تم تصميمها بطريقة تتناسب مع متطلبات العائلة خلال زيارتها للمعرض، إضافة إلى تنفيذ ورشة عن النشر ودور النشر والمؤلفين.
حضر اللقاء الصحفي المستشار المشرف على الإعلام الداخلي الدكتور عبدالعزيز العقيل، ورئيس لجنة البرنامج الثقافي الدكتور جبريل عريشي، ومساعد مدير معرض الرياض الدولي للكتاب عبدالله الكناني، ورؤساء اللجان العاملة بالمعرض.
وستقام على هامش المعرض فعاليات ثقافية متميزة من أهمها ندوة عن صناعة الثقافة في عهد خادم الحرمين الملك سلمان وندوة عن الإسلام والتعايش وندوتين عن الشباب والفنون وأمسيات شعرية وروائية إلى جانب العديد من الورش الخاصة بالأطفال وكذلك فعاليات المقهى الثقافي.