جارالله الحميد
لا تسمعني من خلف موسيقى الفيلم الإمريكي، لا تجعلني مثل اللعبة تلك العبدة للريموت كنترول. لا تنظر من ذاك الظل الخداع إليّ فإنك لن تراني، إني أقف الآن وإن كنت نظرت إليك فذلك ما ليس بوسعي تكذيب الأمر، ولو صدّقت الدنيا بالأسوار العالية التي تملأها والطرقات الفادحة السرعة والإسفلت غير المشروع. فلست بوارد تصديقك. لست بحال ٍ تسمح لي أن أسمعك الآن.
كن وحدَك إن شئت التصفيق من الجمهور، أعرف أن الجمهور له عاطفة قد تذهب بي أو بك نحو أقاصي أمكنة الدنيا المعزولة، لكني لست على وشك النوبة لا أخشى من شيء يؤلمني، يكسرني أو يلقي بي خارج رهبوت الدنيا، إني جئت بأخبار الدنيا حيث تسير الدنيا عكس المألوف، تركض في جهة لا نعرفها وتصرّ على أن نعرف كل الأشياء، الموجود وغير الموجود، السابق واللاحق والمتأخر والمتردد، كل الأشباه وكل الأضداد وكل الألوان.
تشعر بالعزة إن كنت مضيف القوم وتشعر بالحسد الأسود لكل الذين غادروك صباحاً كانت لصراحتهم معنى إذ جاءت واضحة لا تثريب عليها ومرتبة، ولست وحيداً إذْ غنيت كذا، فكثيرون يغنون بلا سبب أو سببٍ أصغر من حجم الكارثة التي تسحقني بادئة بضلوعي.
أنت: خنوعي!
قبلك لم أعمد لممارسة التزوير، ولم أقرأ ما تكتبه البصارات ولم ألقِ آي عناية عرافة أسألها ما هو مستقبل من جرحت عيناه أيعود إليه البصر صديقاً لا يمكن أن يُشرَى، لم أسأل عن أيامي القادمة هل هي لي؟، أم ترى جاء عدد من الوراقين اللايؤمن أي منهم بالأسفار ليحملها يكدح من أجل الناس بها، وهي لديه ليست أكثر من عدة أقداح تستبدلها حين يفتح الله عليك على محفظتك ويلون فيها رقم حسابك البنكي؟. أجل هو هذا البنكي.
في مرة من المرّات - وما أكثرها من مرّات - حاولت أن أكون صديق البيئة أو صديق (الخلاء)!. واستفسرت من صديق هل أن النوم في الخلاء: جيد أم رديء ويحتاج لتغيير؟!. وأنا أقرّ أنني كنت (غلطان!) وربما كنت الأسوأ بين رفاقي!. ووالله إن كمية اليأس صارت قابلة للهرب منها، أو أن ذلك اليأس كان مثل دخان يحيط بنا لزمن وينقشع شيئاً فشيئاً. هو لا يزول سريعاً. إنه مديد وطويل ومنتشر.
ويصلني صوت (محمود درويش) قادماً من مكان وزمان محددين ومعينين إليّ شخصياً. وأتذكر الليالي التي نمت فيها بعيداً عنك كم كانت ليالي جدباء ولا تورق أبداً.
(ضابط الإيقاع)
كان وجه فوزية يملأ الأفق بملاحته ولأنّ الله خلقه في أحسن تقويم. وقال (علي بن المتكئ) شعراً يستحق مثل الظروف المختلقة التي يسلطون شياطينها عليّ فأنسى ذكر الله. ولكنني بعد زمن أبوء بخطاياي وحسناتي وبمحاذيري ومعاذيري لله وهو لطيف خبير.
(نهاية حالمة)
أطل مع الشبابيك وكل شباك له مريدوه. فما استطعت لهم تدبيراً.
-ربما انتهت المسرحية-