جارالله الحميد
إن ما أقدمت عليه حركة (داعش) المجرمة بإحراق الرهينة الطيار الأردني (معاذ الكساسبة) و هو حيّ، يعتبر أبشع فعل غير إنساني ولا يمتّ للإنسانية بصلة، بل إنه ينافي إلى درجة لا توصف ادّعاء هذا التنظيم صفة الإسلام. وستظل ذاكرة الشعوب تنبض بالكراهية والحقد ورغبة الانتقام من الدواعش الذين أثبتوا للعالم أنهم حفنة من المجرمين الذين يجب على العالم الحرّ أن يلقنهم درساً لا ينسى وهو يأخذ بثأر (معاذ الكساسبة) الذي نرجو الله الكريم أن يتقبله مع الشهداء والصديقين والأنبياء وهو على ذلك قدير.
إنه لا يعذب بالنار سوى الله.. والله لا يعذب بها في الدنيا والله قال (يابني إسرائيل إن الله حرّم عليكم قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق) فأين حقّ الدواعش من الشهيد الكساسبة؟!. إنهم لم يفكرّوا بالثكلى واليتامى والمفتقدين، رجل يعادل مئتي رجل من كلاب داعش المسعورين والمحقونين بمادة الذبح والذين استباحوا حدود الله وضربوا عرض الحائط بالمبادىء الأخلاقية ونظام القيم الأخلاقي العربي وتقيأوا الفواحش والفتن مع ما يتقيأونه من الدم المسموم الذي تزدحم به عروقهم المزوّرة والدخيلة.
لقد قطع الملك الأردني زيارته الرسمية إلى (أميركا) وخاطب جماهيره في (عمّان) بلهجة حادة متوعداً تنظيم (داعش) بسحقه سحقاً لا هوادة فيه!.. وقال إنه سيخوض حرباً بالتعاون مع حلفائه الأوروبيين حتى قتل آخر رجل في داعش.
هل هذا هو الإسلام الذي جاء الجهاديون لنشره في الأرض جميعها وإقامة دولة الخلافة؟!. هل المجرمون الذين اقتادوا قرابة مئة مواطن من الفئة اليزيدية إلى قمة جبل عالٍ في بغداد لا ماء فيه ولا مرعى، يستحقون مسمى الجهاديين أو المناضلين؟.. وهل يمكنك أن تجعل مرجعيتك عصابة من القتلة المحترفين تقتنع بحرقها لإنسان حيّ؟!.. والأسوأ من هذا إنهم يسمون أميراً للمؤمنين جاهزاً ومدرّباً هو (أبو بكر البغدادي)؛ -قاتلهم الله-. إن مجرد قبولك (الحوار) مع هؤلاء وأشباههم هو تنازل غير مبرر عن القيم الأخلاقية العربية والمسلمة. هل من الإسلام في شيء أن يطلّق مغلوب على أمره زوجته ليتيح لأميره أن يجمعها إلى زوجاته؟!.
بهذا الصلف الأحمق تدير داعش معركتها مع دول مهابة بسبب قدرتها القتالية وإستراتيجياتها. وهذا للأسف ما تقوم به الجماعات غير الشرعية الزاعمة امتلاكها الحقيقة وحدها دون الآخرين. ونحن نرى الآن ما يشبه (الكانتونات) تمارس توجيه الشباب اليافعين نحو ضرورة استخدام العنف لأنه السلاح المتاح لهم.
ليكن الشهيد الكساسبة مثلاً وقدوة عليا ورمزا للذي يعمل مبتعدا عن دسائس السياسيين ومنصرفا لخدمة وطنه باحتراف وما دراسته للطيران سوى مثَل على نواياه الرشيدة وطموحاته العليا.