د.ثريا العريض
ما زلنا نواجه شتى الإحراجات والاتهامات الإعلامية ممن يتصيدون الفرص للتشهير من الداخل أو من الخارج. و نحن نواجه التهم كمجتمع، وكدولة لها حدود مرتبطة بخدمة الحرمين الشريفين وبمصدر طاقة يحتاجه العالم، وكجزء من أمة تتبع عقيدة سامية تتواجد في كل أصقاع العالم بمواطنات متعددة.
وضمن كل انتماء هناك متطلبات خاصة لحقوق الانتماء إليه وممارسة المسؤولية في عضويته.
وعند تداخل الانتماءات تتصاعد صعوبة الحوار بعقلانية وفعالية، وتثقل مسؤولية شحذ فعاليته. كي لا نصير إعلاميا كالكرة التي تتقاذفها أقدام اللاعبين دون أن يكون لها خيار في أين تتجه ولماذا.
الإعلام لا يعمل في فراغ بل في ساحة تتداخل فيها العلاقات الخارجية وضغوط روابطها-الاقتصادية وتوازن القوى وتضارب الرؤى الثقافية بين المجتمعات- بالمتغيرات الداخلية- من حركة المصالح وتأثر الفئات والتيارات والمصالح- وضغوط متطلبات مواجهتها بالتوازن المطلوب لاستدامة الأمن والاستقرار والتنمية.
والإعلام لا يستطيع الاستجابة بفعالية حين تتضارب الضغوط ويزيد الماء على الطحين فتخرب الوصفة، ولا يتقبل نتيجتها أحد.
بوصفي متابعة للإعلام العالمي والمحلي وللحوار الخارجي والداخلي في ما يختص بشؤوننا وأحداثها الداخلية الأمنية والقضائية والدفاعية، أرى أن ما يحدث في هذا الإطار يتطلب إعادة النظر في ما نقرر.
ثم, بوصفي مواطنة مفكرة وعضوا موثوقا بقدرته على النصح, ومطالب بتقديم المشورة، لا أرى في استمرار التعامل مع القضايا بأسلوب :» هذا ما اعتدنا عليه وهو الطريقة الصحيحة» جوابا رادعا ولاحل ناجعا.
أقول: بل علينا أن نعيد النظر!! ونتخير طريقا أفضل للتعامل مع سراح الفكر وموروثات العرف لنقلل الإضرار العام المتصاعد. فالمجتمع لم يعد مجتمع ما قبل التعليم ولا مجتمع ما بعد التغييب الفكري.
المجتمع تغير حين علمناه أن يفكر فلم يعد في غالبه يقبل الحجر على التفكير أوالتعبيربصوت مسموع. والتقنية تغيرت فلم يعد ما يجري في غرفة أوساحة أو غرفة تحقيقا سريا قابلا لازدواجية الشفافية والسرية. والعالم في الداخل والخارج يرى ويسمع من الجهتين ويطالبنا بالالتزام بفرضيات عضويتنا في عالم متحضر النظرة لحقوق الإنسان في أي موقع كان أوكانت.
لا مكان الآن لتلويث سمعتنا فكريا وحقوقيا, وتسخير راية مؤدلجة للسيطرة على القرارات الإعلامية والقضائية. ولا هو زمان الرضى بتفسيرات انتقائية فردية أوفئوية أوجهوية, لتبريرالعنف واستلاب حق الإنسان. فالإنسان خلقه الله قادرا على القيام بمسؤولياته دون اللجوء لخيارات الدموية منه أو ضده.
لنعد النظر في ما نفعل لنرشد كيف ينفعل به الآخرون.