بدءاً أتوجه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالدعاء أن يسدد الله خطاه في تحمّل مسؤوليته الجديدة ملكاً للبلاد، وأن يحقق الوطن في عهده استدامة النماء والتطور والبناء والاستقرار وبخطوات متسارعة. وأدعو للمسؤولين المعينين في مناصب جديدة تحملهم مسؤوليات جديدة؛ أصحاب السمو الملكي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز, وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية, والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي, ومعالي الوزراء في المجلس والمستشارين, أن يوفقهم الله ويسهل عليهم أداء مسؤولياتهم والإيفاء بالقسم العظيم الذي تعهدوا فيه بخدمة الدين والوطن والمليك. الوطن يتطلع إليكم بتفاؤل وتطلعات وطموحات لا تغيب عنكم.
ودعائي ليس فقط دعاء مواطنة تسمع بهم عن بعد وتتأمل منهم أداء المناط بهم، ولا كمسؤولة عضو في مجلس الشورى تشاركهم في موقعها مسؤولية التفكير في القرار الصحيح ووجهته.. بل يأتي دعائي حميماً ومن معرفة قريبة, حيث العديد من المعينين إضافة لمن سبقهم إلى موقع المسؤولية هم فعلاً أصدقاء أعزهم وأعلم عن قرب وتجربة مدى تميز قدراتهم.. وبيننا مشاعر متبادلة بالاحترام والتقدير.
وقد أكد لي عارفون أن الملك -رعاه الله- من متابعي ما أكتب منذ بدايات كتابتي في الثمانينات.. وكان في ذلك شهادة تشرفني، حملتني مسؤولية كبيرة منذ البدايات بمجرد معرفة أن يتابع كلماتي مسؤول على ذلك القدر من الثقافة وأهمية صنع القرار.. وسأظل بإذن الله أتمثل تلك المسؤولية بما تستحقه من الاحترام. أبدأ بقراءة سريعة لمستجدات الساحة ومتابعة تداعياتها: لا شك أن الانتقال السلس للسلطة والقيادة وضّح مدى استقرار الأمور القيادية في المملكة, ولفت انتباه كل المراقبين إقليمياً وعالمياً, الإيجابيين منهم والسلبيين, وأخرس نعيق المتوقعين المتنبئين بعدم الاستقرار. ورافق ذلك تغيير في التعيينات حملت وجوهاً جديدة إلى المواقع العليا في الدولة بدءاً بمجلس الوزراء ومروراً بالمستشارين.
والحقيقة أن التكهن بسبب تغيير المسؤولين السابقين واختيار الجدد ليس الجانب الأهم فكلهم جاؤوا بتكليف سيادي من أعلى، اعتمد اختيار الأفراد بمعايير معروفة هي المنجز والخبرة والثقة؛ وفقهم الله جميعاً من سبق منهم ومن لحق.
شخصياً, ومن وجهة نظر تخطيطية بعيدة المدى, سعدت بإدخال الفئة الشبابية إلى المستوى الأعلى من صناعة القرار حيث لا شك أن كون 70% من المواطنين من فئة الشباب يتطلب أن يكون هناك من يلامس احتياجاتهم ورغباتهم.كما أن المتغيرات المتلاحقة والسريعة في العالم التقني والسياسي والاقتصادي المحيط بنا يتطلب الوعي بمدخلات العولمة ومن يحسن التعامل معها كروافد لصنع القرار. ويبقى أن يحقق الشباب ثقة من منحهم موقع المشاركة في صناعة القرار ونهضة الوطن.