د. عبدالرحمن الشلاش
من لحظة مباشرة معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل لمهام عمله في مقر الوزارة وهو يظهر حرصاً لافتاً للتواصل المباشر مع الناس وبالذات مع المراجعين. لم يكن لدى معاليه أي مانع لالتقاط صور السلفي، والاستماع للشكاوى بجميع أنواعها وعلى الواقف أيضا ما بث انطباعا عاما عن بساطته ورغبته في التعاملات المباشرة دون حواجز أو قيود خاصة إذا سمحت له ظروف العمل بذلك.
على جانب آخر وعبر حسابه في تويتر دعا معاليه المواطنين وكل المتعاملين مع الوزارة للتواصل معه شخصيا، وقال في إحدى تغريداته «حرصا على طلباتكم وتبويبها وعدم فقدان شيء منها أدعوكم للتواصل معي على إيميلي». الناس تفاعلوا كثيرا مع هذه التغريدة وحسب مصادر صحفية فإن هذه التغريدة قد حركت أكثر من أربعين ألف متفاعل للدفع بمطالبهم لوضعها أمام طاولة معاليه.
بطبيعة الحال فإن الشكاوى والمطالب معروفة ومتداولة وليست وليدة اليوم لكن التسويف في حلها جعلها اليوم تبدو وكأنها جبل من الجليد، أو ككرة الثلج المتعاظمة من كثرة دحرجتها عبر السنين الماضية. لعل أبرز تلك المطالب ما يخص افتتاح جامعات أو كليات جامعية أو معاهد أو مدارس، وإتاحة الفرص للكوادر الوطنية من حاملي مؤهلات الدكتوراه والماجستير الذين يعملون في قطاع التعليم العام للاستفادة من خبراتهم في أقسام الجامعات المختلفة، وتسهيل عملية انتقالهم إلى الجامعات وإحلالهم بدلا من الأجانب، وتطبيق التأمين الطبي لمنسوبي الوزارة، وإنشاء المستشفيات للمعلمين والمعلمات وحل مشكلاتهم المتمثلة في إعادة الهيبة للمعلم ومنحه حقوقه النظامية وتعديل معايير النقل الخارجي، وإيجاد حل عاجل للحد من حوادث المعلمات.
جميل تواصل الوزير مباشرة مع المواطنين واستقبال مطالبهم والاستماع لشكاواهم لكن السؤال هل سيتولى معاليه تلك الشكاوى من لحظة استقبالها حتى حلها أو الرد عليها أم أنه سيكلف فريقا لمتابعتها خاصة إذا ما علمنا أن وقته لا يسمح بمنح هذا العمل الثقيل كل الوقت ؟ أم أن الأجدى تفعيل القنوات النظامية في الوزارة مع متابعة عملها لأنني أخشى أن يأتي زمن لا يجد الوزير فيه متسعاً من الوقت للقيام بكل تلك الأدوار! أتمنى أن تلبى كل تلك المطالب ومطالب أخرى ربما لها أولية مهما كانت الوسيلة أو الطريقة المستخدمة !
من جهة أخرى أطلق معاليه مسابقة عبر حسابه في تويتر لتصميم شعار لوزارة التعليم، يقول « صناع الإبداع شعار وزارتكم من وحي طموحكم وتميز أفكاركم. نطلق اليوم مسابقة لتصميم شعار وزارة التعليم «. أرفقت مع الإعلان الشروط ومن أهمها أن يكون المشارك أو المشاركة من طلاب الوزارة أو من مبتعثيها. بلغت الجوائز ما يقارب المائتي ألف ريال. على مر تاريخ وزارات التعليم في المملكة عدل الشعار أكثر من مرة، وفي إحدى المرات دار جدل واسع حول تكلفة تصميم الشعار المرتفعة ! والسؤال ما الإضافة المتوقعة من الشعار؟ وهل ستحفز لتعليم أجود؟ أم أننا سندور في فلك الشعارات لتشغلنا عن المهام الأكثر أولوية في سلم أولويات وزارة التعليم؟.