خسر منتخبنا لقاء الصين في وقت كان فيه الأجدر والأقرب لتحقيق الفوز أو على الأقل التعادل، الأخضر لم يكن يستحق الخسارة لأنه قدم مستوى يشفع له بذلك وتحديدا في شوط المباراة الثاني الذي ظهر فيه أكثر تنظيما وانضباطا، وتهيأت له فرصة إحراز هدف التقدم لو وفق نايف هزازي من تسجيل ضربة الجزاء فضلا عن العديد من الهجمات الخطرة التي كشفت تحسن أداء منتخبنا مقارنة بما كان عليه في دورة الخليج ومباراتي البحرين وكوريا الجنوبية التجريبيتين..
الآن بعد الخسارة من الصين وقبل الدخول في معمعة مباراتي كوريا الشمالية وأوزبكستان الحاسمتين هل الأخضر قادر بإذن الله على تجاوزهما والتأهل إلى الدور الثاني؟ من واقع ما شاهدناه في اللقاء الأول وبحسب ما ذكره بعض المحللين المتميزين في هذا المجال وليس أولئك المتمرسين في الإحباط والبارعين في شن الحروب والانتقاص من قدرات نجومنا فإن منتخبنا مؤهل للفوز متى ما توصل كوزمين إلى القائمة المثالية وأقصد بذلك ضرورة مشاركة حسن معاذ وفهد المولد كبديلين لسعيد المولد وسالم الدوسري..
بقي أن نشير إلى أن نجوم الأخضر مطالبون بدءا من لقاء كوريا الشمالية بإثبات وجودهما والتعامل مع المباراة على طريقة (نكون أو لا نكون) واستعادة هيبة وسمعة ومكانة الأخضر وكذلك ثقة الجماهير السعودية بهم، كما أن الجهاز الإداري مطالب هو الآخر بالتحضير الجيد لهذه المباراة المصيرية المفصلية نفسيا ومعنويا، وعدم الالتفات للأصوات الغوغائية المحبطة، وإن شاء الله سنكون على موعد مع انتصارات سعودية تليق بالوطن وتمنح جماهيره حقها من الفرح..
برامج (فالج لا تعالج)!
ما الذي خرجنا به وما الفائدة من البرامج الرياضية الحوارية؟ هل ساهمت في إثراء وتطور رياضتنا وثقافة ووعي مجتمعنا أم العكس؟ هل ارتفاع نسبة المشاهدة في الكثير منها بسبب جودة مضامينها أم لاعتمادها على إثارة الاحتقان والعدائية والملاسنة فيما بين الضيوف من جهة وباتجاه المتلقي بميوله وانقساماته من الجهة الأخرى؟
كان السبق الإعلامي والانفراد في الخبر هو أكثر ما يميز برنامج عن آخر، حتى التحليلات الفنية كانت القنوات تحرص على اختيار من يجيد قراءة المباريات والتحضير لها ولديه موهبة وقدرة على إقناع المشاهد، كذلك بالنسبة للنقاد والإعلاميين الذين يتمتعون بالخبرة والسمعة الطيبة والتاريخ المهني المشرف، لذلك كنا نتابع برامج تضيف لنا الجديد والمفيد، أما اليوم فالوضع اختلف تماما فالكثير من البرامج تعتمد وتستقطب أسماء لا نقول جميعها وإنما غالبيتها مؤهلاتها الفبركة والمغالطات ولغتها الشتم والاتهام والتطاول والإيذاء، فأصبحنا أمام حالة مفجعة من الصراعات اليومية شكلت رأيا عاما هو بالضبط – وهنا مكمن الخطورة - من يحرك ويدير ويصنع قرارتنا وتصرفاتنا الإدارية والفنية داخل اتحاد الكرة.
تصفحوا تغريداتهم في تويتر وعندها ستكتشفون أن كثيرا ممن يتصدرون البرامج ويدعون محاربتهم للتعصب هم في الحقيقة من يغذيه وينشره في أوساط السذج من الجماهير المغلوبة على أمرها والمسلوبة إرادتها وعقليتها وطريقة تفكيرها، لا بل إن الأمور بلغت حد أن بعض القنوات ومنها للأسف القناة الرياضية تستضيف أشخاصا مازالت عقوبة تهورهم سارية ليتحدثوا عن سوء سلوك اللاعبين..!
أختم بتعليق من أستاذ الاقتصاد المعروف ورئيس تحرير مجلة عالم الاقتصاد الدكتور عبد العزيز داغستاني على تغريدة كتبتها عن إعلاميين وبرامج تتهم ناصر الشمراني بالهروب وتهاجم المدرب كوزمين وبعض لاعبي المنتخب قبل ساعات من مباراته الافتتاحية أمام الصين حين قال: (لو كنت مسئولا لأوقفت جميع برامج الحوار الرياضية، هي فتنة تنخر في المجتمع)..
من الآخر
* الحديث عن المدرب كوزمين وانتقاده على تغييراته وتشكيلته من المفترض أن يكون في إطار أخطائه الفنية لا أن تتحول الأمور إلى اختراع مؤامرات وصياغة حكايات من نسج الخيال.
* في كل دول العالم يتم اختيار اللاعب للمنتخب بناء على إمكاناته وقدراته وعطائه وأفضليته على المستوى الفردي وليس لأن فريق ناديه هو المتصدر وبطل الدوري..
* حقق الفتح بطولة الدوري والسوبر وأبهر الجميع بمستواه الموسم قبل الماضي بلا أي نفوذ في الاتحاد واللجان أو دعم إعلامي أو مالي ومع هذا لم نسمع من المحللين والكتاب والنقاد المرجفين من يطالب بضم لاعب واحد من الفريق..!
* خافوا الله في اتهاماتكم وقذفكم للأبرياء، هي في النهاية كرة قدم ولا تستاهل كل هذا التشنج والتأزم وارتكاب الآثام..
* أنصح كل محلل فني وتحديدا النجوم السابقين الاستفادة من أسلوب ولغة ورقي وخبرة الكابتن سامي الجابر وهو يحفز ويرفع من معنويات نايف هزازي بعد إهداره لركلة الجزاء..
* قناة الهلال الفضائية خطوة رائعة ورائدة ومهمة لاعتبارات إدارية مالية وفنية وجماهيرية وإعلامية لا حصر لها، بشرط أن ترتقي بفكر وذائقة وثقافة المشاهدين وتستفيد منهم وتهتم بمشاعرهم وتقترب وتتواصل معهم وتحترم عقلياتهم ومطالبهم وتطلعاتهم، ولا تكون وسيلة للدعاية والبهرجة بقدر ما تنصف منجزات النادي وتحفظ حقوقه وجهود إدارته، شخصيا أتمنى أن تصل إلى المستوى الذي تكون فيه قناة الجميع وليس الهلاليين فقط..
* نجحت إدارة الطائي في إقامة اجتماع أعضاء الشرف في الرياض، وإلى جانب أن الطائي كان ومازال يحظى منذ سنوات بدعم ومؤازرة وإسهامات ومبادرات المهندس سعود الصقيه والأستاذ عبدالرحمن اليحيا فقد كسب في اجتماعه الأخير شخصيات مرموقة لها قيمتها ومكانتها مثل الدكتور ناصر المعجل والدكتور محمد العرنوس والأستاذ فايز المعجل، فشكرا لهم وشكرا لكل من استضاف الاجتماع ودعم وحضر وساهم في نجاحه..