د. خيرية السقاف
القيم تمارس ولا تُفرض, وعندما تمارس تكون نموذجاً ماثلاً للاقتداء..,
والاقتداء ممارسة،..
والممارسة توظيف لا يحققه فرض، ولا يخضع لعقوبة،..
والقيم لبُّ الأخلاق, ومكون القناعة، واستقرار اليقين.., ويقين القار..!
كثيراً ما تدهشنا نماذج ملفتة في سلوك البشر، الكبير حين يتواضع, والمحتاج حين يعف, والمؤمن حين يلتزم، والغني حين يبذل, والمظلوم حين يسامح, والضعيف حين يبذل,... والمار بمأزق فلا ينجيه إلا صدقه..
فلا يأتي لدهشتنا ما يوقرها، ويسكنها إلا اليقين يقيمية سلوك من سلك فأدهشنا..
نموذج لهذا التوظيف للقيم وجدته في الطفل الذي شطب في ورقة الاختبار على إجابة صحيحة، وأبقى إجابته الخاطئة لأن قيمتي الصدق، والأمانة كانتا ماثلتين في يقينه، ومن ثم وظفهما سلوكاً ما فكر من جرائه في رسوبه..!
لماذا فعل ذلك طفل الصف الرابع في مدسة العارضية في الشمال بإفادة مشرف الاختبارات التربوي «عبود السهيمي»..؟
لأنه تذكر حديث النبي عليه الصلاة والسلام: «من غشنا فليس منا»..
وهو يود كما قال أن يرافق رسول الله في الجنة..!
بارك الله فيمن غرس, وزرع, فأقام, ووظف..
بارك الله فيمن كبر على هذه القيم فيغدو مثالاً يقتدى..!
نريد هذا في مدارسنا، وبيوتنا، وحاراتنا.., وحيث ندب..!