د. خيرية السقاف
من ضمن الخطوات الاستباقية لتنفيذ تطوير المؤسسة التعليمية أن ابتكرت الوزارة نافذة إلكترونية دعت فيها كل من لديه خبرة في التعليم، ولديه أفكار، ورغبة في المشاركة أن يسجل ليأخذ مكانه حسب خبراته، وحيوية مقترحاته في مسيرة التطوير والتحديث والإضافة...
خطوة مميزة ومتوقعة..
فيها ما يعزز الشراكة الاجتماعية من جهة، ويُمكِّن الخبرات الكامنة في المجتمع المعرفي أن تأخذ وضعها في موكب التطوير، كما تسهم في تقديم خلاصات التجربة التي لا يستهان بها، بل هي حجر الزاوية في بناء الأعمدة..
كذلك في خطوة أخرى توجهت الوزارة لوضع حد لرسوم التعليم الأهلي، ومنعت تجاوزها إلا بتقنينها من قبل لجنة مختصة، وهذا القرار هو امتداد لما بدأه الفيصل في هذا الشأن حين رفعت المدارس الأهلية رسومها قبل عامين..
وإن كنت أميل إلى أن تعيد لجنة الوزارة المختصة به النظر في الرسوم الحالية المبالغ فيها في كثير من المدارس، وإعادتها لسابق وضعها قبل عامين، إذ هي مثقلة على الوالدين من جهة، ومربحة للمالكين من جهة أخرى، ولا يتحقق تحجيمها إلا متى أصبحت المدارس النظامية منافساً قوياً لها كما قلت هذا سابقاً في عدة مقالات..!
كذلك في خطوة إضافية للتطوير داخل مؤسسة التعليم فإن نصيباً منها نال توحيد الزي في المدارس باختلاف المراحل، بما في ذلك توحيده في المدارس الأهلية، وتطلب القرار الدعوة إلى تخصيص شركات لتصنيعه، وتقنين سعره، ومواصفاته، وهي خطوة تعيدنا إلى أهمية توحيد الزي المدرسي، وهو نظام سابق، وكان منفذاً ولكن ضمن مسؤولية البيت، لكنه كان متبعاً في المدارس الأهلية من حيث توفيره من قبلها وشرائه منها، لكن في الواقع ينبغي أن يسند للوزارة، تحديداً كي لا يكون مجالاً للتنافس بين الشركات، تلك التي يذهب ضحية تكلفته المشتري من أولياء الأمور..!! فإن تولت أمره الوزارة وأشرفت عليه لوفرت الكثير على الأولياء، ومنعت الكثير من التكاليف..!
دكتورنا العزيز عزام الدخيل يهم بحيوية..، ويتحرك بعزم، ويتطلع بطموح..
لذا هو يحتاج لأن يلتفت لكل المعطائين من رجال الوزارة ونسائها في جميع الاختصاصات، دون استثناء، ولا إقصاء، ولا سهو، ولا تخصيص..، فالكل لديه ما يقول، لكن ليس الكل الذي لديه ما يثري ويضيف..!
وكما سبق أن قلت إن التعليم مهمة شائكة، ومتداخلة، وتحتاج للكثير، ولعل فيها ما يخص المراحل التعليمية، وخصائصها، واحتياجاتها،
ومن ذلك على سبيل المثال أن في المرحلة الابتدائية الأولى، وما قبلها، شأن «الحقيبة المدرسية» تلك التي وزنها مشكلة مهمة، فالكتب، والدفاتر، وملحقاتها تتطلب إعادة النظر أولاً في تعديل خطة التعليم ليصبح التنفيذ داخل المدرسة من حيث التعلم والنشاط وتأدية الواجبات، بحيث فتكون هناك مكتبة، ووسائل ذكية، وتعامل مع الأساليب المتطورة في اختصار هذا الثقل باستخدام الكتاب الإلكتروني المدمج، وبتمديد ساعات المدرسة وله قليلا.. بحيث يكون البيت لاكتساب الثقافة المساندة، وللراحة، وللترويح، ولممارسة هوايات أخرى يتم التنسيق بشأنها بين البيت والمدرسة تصقل قدرات، ولياقات الفرد.. ويكون الكتاب المدرسي لاستعادة مشوقة..
لقد سبق لي أن تناولت هنا تجربة «اليابان» يوم أن احتفت بتوديع آخر كتاب ورقي في التعليم في هذه المرحلة.. وحققت فيه سرعة التفاعل الحيوي مع الوسائل الحديثة من جانب، ومن جانب آخر خففت من عبء الكتب الورقية، وثقل الحقيبة على صغار الدارسين، فحفظت لهم دهشتهم بالمنجز العصري، كي لا يقتصر استخدامه على الألعاب، أو التواصل وحققت العديد من القيم بذلك..
د. عزام أحييك.. ولا نزال نتطلع لما تشرق عليه الأيام من حركة عصاك، ومقشتك، أو لنقل من تنفيذك لربط احتياج الميدان بما يتحقق داخل الفصول ليصبح التعليم مجدياً ذا حصاد أميز، وأكثر مواءمة مع الزمن.
وأنت لديك حشد من المعلمات، والمعلمين، والمشرفين، والمشرفات، والإداريين، والإداريات النبهاء ذوي الخبرة، والأفكار الابتكارية، والنظرة التطلعية، هؤلاء الذين إن اقتربت منهم، وعصفت أفكارهم جميعهم دون استثناء، فلسوف تمسك بقوة بعجلة السفينة..
فأنت الربَّان..
بلا شك نحن متفائلون كثيرا بك، ومنتظرون كثيراً منك..
وفقك الله.. وفقك الله.. اللهم آمين.