د.موسى بن عيسى العويس
* حراك قوي وملموس لأمانات المناطق في المحافظة على سلامة البيئة، وصحة المواطن، والممتلكات والمال العام، وتطبيق اللوائح، وتوحيد الإجراءات ذات الصلة بهذه المجالات، وبلا شك أن تلك الخطوات الإصلاحية والتطويرية تأتي مدعومة من وزارة الشؤون البلدية والقروية، بوصفها الجهاز المركزي للتخطيط، والتطوير والمتابعة لجودة التنفيذ.
* تستشف كقارئ ومتابع تعاطيا إيجابيا مع صوت المواطن من أمانات المناطق بشكل عام، وبصفة بارزة من أربع، هي الرياض، وجدة، وجازان، والشرقية، شملت تلك الخطوات الرقابة على المطاعم، وملاحقة الباعة الجائلين المخالفين للتعليمات، ولأنظمة الإقامة، وتتبع المخططات والأحياء العشوائية، والتعاون مع الجهات المختصة في حصر الأراضي البيضاء التي تم الاستيلاء عليها بطريقة غير نظامية، والسعي نحو تصحيح أوضاعها مع الجهات ذات العلاقة.
* مما يؤسف له أن تلك الخطوات الإيجابية تجابه من بعض المواطنين، ورجال الأعمال، وربما من الإعلاميين بشيء من التجاهل وعدم تقدير المنجز، بل لم يقف الأمر عن ذلك الحد، وإنما يسعى البعض إلى تشويه جهود مؤسسات الدولة، والتقليل من شأنها، وعدم تثمين تلك النجاحات، بل الأسوأ حينما يسعى المغرضون إلى تشويه سمعة المسؤول، وتتبع هفوات، أو الأخطاء اليسيرة التي هي في الأساس ملازمة لمن شاء أن يعمل بجد وإخلاص، ورغبة في التطوير، وإكمال مسيرة التنمية في قطاع ما، وقد تكون المصالح الشخصية وراء بعض الحملات الإعلامية المغرضة.
* لو تأملنا (الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد) التي أسهمت المؤسسات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص في وضع خطط وبرامج لتفعيلها، بمتابعة من (هيئة مكافحة الفساد) التي خول لها التنظيم أمر المتابعة نجد أن تلك (الاستراتيجية) هي الموجه، أو الباعث القوي على تلك التحركات، مدعومة بحس وطني من بعض المسؤولين، فالاستراتيجية ركزت على تنفيذ خطط التنمية بكفاءة وجودة عالية، وحثت الجهات على ضرورة تحقيق رفاهية المواطن، والإسهام في إيجاد الفرص الوظيفية، وتحسين مستوى المعيشة لذوي الدخل المحدود، والمحافظة على الممتلكات والمال العام، والأخذ بكل الوسائل التقنية المساهمة في الترشيد، وحسن استثمار وإدارة الموارد المالية بالذات، والتفتت إلى أحقية المواطن بالتمتع بأرقى الخدمات العامة التي وفرتها الحكومية.
* كم أعجبتني تلك المقولة لوزير التجارة، وهو يرعى إحدى المناسبات ذات الصلة بتحقيق منطلقات وأهداف استراتيجية مكافحة الفساد، حين قال: إن تلك الاستراتيجية هي أوسع وأشمل في منطلقاتها، وأهدافها، ووسائلها مما يتصوره البعض في مجال التطبيق..
* في تصوري أن تلك الاستراتيجية التي يحتاج تطبيقها مزيدا من الوقت، منحت المواطن أكثر من ذي قبل شعورا بقدرته عبر القنوات الرسمية أن يكون شريكا فاعلا في مقاضاة أي مؤسسة تتقاعس عن أداء رسالتها على الوجه الصحيح، إذ نصت إحدى مهام (نزاهة) الواردة في التنظيم على فتح قنوات مباشرة لتلقي البلاغات من المواطنين من خلال وسائط متعددة سهلت على المواطن عملية التواصل والاتصال، ولعل ذلك المنحى هو أهم ما يميز مرحلة الإصلاح والتطوير الذي قاده خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، واستشعر ذلك القاصي والداني، الصغير والكبير، سواء كان على مستوى المواطنين أو المسؤولين.
* واجب مؤسسات الإعلام، والمواطن المنصف أن يقول (شكرا) لكل مواطن، أو جهة، أو مسؤول غيور على واقع ومستقبل هذه البلاد التي كانت وستظل محط أنظار العالم لأسباب وعوامل كثيرة.