د. خيرية السقاف
السادسة صباحا...
و..، ما الذي سيسفر عنه انفراط اليوم..،
وهذه الأيام تنسل كالماء من بين أصابع الوقت..؟
كلٌ في شأنه يصبح ويمسي..
وأجمل ما يختم به اليوم أن يكون هناك إنجاز على مستوى الفرد..
فالإنجاز الفردي في نهاية المطاف ليس غير فسيلة تزرع في أرض واقع يتعايش فيه مع غيره..!
وثمرة يجتمع عليها القريب، والجار، وابن الحي، والأقرب، فالأبعد في بوتقة الكل..!
الجميع يغرفون من إناء واحد مهما تفاوت الممدون إليه...، المفرِغون فيه..
والجميع يغرفون من الإناء ذاته..، مهما كان جوعهم، أو حاجتهم..
الإناء الواحد كما مجرى الشهيق، ومنطلق الزفير..
ولا ألذ من اللقمةِ رغيفُها معجون بكف واحدة،..
هذه، لا يدرك قيمتها إلا من فقد محضنه، وشتَّ عن مرفأه...!!
فأعذب الماء نميره، وأطعم الطعام صفيَّه...!
ولا يعذب الماء فيروي، دون أن يجري طيَّباً،..!
ولا يلذ الطعام ويُشبعُ، دون أن يُطعمَ الكلَّ مُشْبِعاً..!
تماما كما الإصباح يعمُّ..، والنهار يمنح..، والليل يلمّ...!!
والوقت لا يمايز بين البشر إلا بما يفعلون..!!
هو واحد يمر بلا تفاوت بكل مخاليق الأرض على سواء..!
فالساعات في المعاصم جميعها لا يختلف عقرباها عن موقعيهما مهما اختلفت المعاصم في أيدي الرجال، والنساء، والأطفال، على المكاتب، والجدران، وحيث يتحرك الإنسان..
وحدة الزمن هي الطبق الواحد،..!!
هي الرغيف الواحد،.. !!
هي نبع الماء...!!
وتبقى الكف الواحدة في انتظار الناس..!!
تورد السقاء، ..
وتعد الإناء..!!
السادسة وأربعون دقيقة الآن..
والناس تنتشر في صبح الله العظيم..!