فهد بن جليد
سابقاً لا نعرف إلا (حب الخشوم)، أو (تقبيل الجباه)، حتى من يتغزل من الشعراء يتحدث عن (حلمه) بتقبيل خشم محبوبته، أما اليوم، ونتيجة ما يتداوله الناس عبر هواتفهم الذكية، فإن المجتمع يتغير نحو اكتشاف قبلات جديدة، ولاستخدامات متعددة!.
القبلة الهوائية، تنتشر عادة مع تزايد مخاطر (كورونا)، ولها حضور في الأوساط الشبابية، حيث يتبادل الحضور (قبلاتهم) في الهواء، كنوع من التمدن والتحضر، بدلاً من (ملامس الخشوم), والذي هو تقليد (نيوزلندي) عرفوه قبل العرب منذ آلاف السنين، بالمناسبة هناك صدام (اللا قبلة)، وهو العناق (بمؤخرة الرأس) بينما كلا الشخصين في اتجاه معاكس (يمط شفته) دون الآخر، هذا التناطح يعتبره البعض نوعا من (التورّع)، والبعد عن التقبيل المباشر!.
في نيويورك يعد ابتعاد الشبان عن (العناق) رغم الغياب أمر مخيف، وله دلالات غير (سوية)، نتيجة تفكك المجتمع وظهور جيل لا يستسيغ التقارب الجسماني، في مجتمعاتنا العربية المسألة متباينة، فنحن بين تعانق و(تعارك) على طريقة (يا ويلك ويل ياللي تعادينا، يا ويلك ويل) فيما يشبه الطريقة (الباكستانية أو الأفغانية) في السلام، (بهبد الظهر) حتى انقطاع النفس، بينما هناك (السلام الآمن)، وهو السلام الأسهل على الإطلاق، بلمس طرف (الكتف الأيمن) على الطريقة السودانية، وأنا شخصياً أميل لهذا النوع من السلام الذي لا يبذل فيه أي مجهود!
آخر صرعة لتخفيف الوزن هي (القبلة الفرنسية)، ونتيجة هوس البعض بالبحث عن الرشاقة، ومحاربة السمنة، جعلهم ينقلون أي معلومة، ويعيدون إرسالها دون اكتراث لثقافة المجتمع، وملاءمة ما يتم نقله؟!.
النصيحة التي نشرتها (دويتشه الألمانية)، وتسابقت عليها هواتف بعض السعوديين تقول إنك ستحرق أكثر من 12 سعرا حراريا في كل مرة، إضافة إلى تحرك نحو 29 عضلة في (الوجه)، إضافة إلى تسارع نبضات القلب لنحو 110 في الدقيقة، المروجون لهذا العلاج يقولون إنه مفيد لتحسين أداء الرئة، حيث يقوم الإنسان بنحو 60 حالة شهيق وزفير في الدقيقة بدلاً من 20 مرة، كما أن هذه القبلة تجلب السعادة!.
بصراحة ربنا كذا (اللي اختشوا ماتوا)، انتبهوا لهواتفكم، يا رعاكم الله!.
وعلى دروب الخير نلتقي..