د.دلال بنت مخلد الحربي
هناك مشاريع ثقافية مفيدة تطرأ على أذهان متحمسين يرغبون في تنفيذها ويجاهدون من أجل تحقيقها إيماناً بفائدتها على المدى البعيد. وفي ذهني مما أعرفه سابقاً مشاريع كثيرة لأناس أحبطوا بالرفض وعدم القبول دون التحقق من صلاحية الفكرة وأهميتها وكأنما المقياس هنا هو قبول شخص أو رفضه أو استيعاب الفكرة من المسؤول الذي تقدم إليه فيبادر بإعطاء الحكم دون تراجع. ومثل هذه المشاريع قد يكون من بينها ما هو مثمر فيه إبداع وفيه ابتكار يسهم في مجال أو مجالات متعددة.
أسوق الكلام السابق وأنا أتذكر مشاريع علمية وثقافية ظننت أنني أستطيع أن أقنع بها متخذي القرار كما هو مشروع تطوير تدريس التاريخ ليتحول إلى مادة تفاعلية وليس إلى مادة ميتة، ومشروع آخر يتعلق بإبراز دور المرأة وإنجازاتها في فترة سابقة، تقدم النماذج لفتيات اليوم وتوضح أن المرأة في الجزيرة العربية لم تكن خاوية وبعيدة عن الحياة بل كانت مؤثرة ومتأثرة.
ولعلي هنا أشير إلى مثال حي وهو برنامج «على خطى العرب» الذي يعده ويقدمه د. عيد اليحيى بطريقة مشوقة تبعث على الاعتزاز بأرض العروبة وما أنتجت من شعراء عاشوا بيئتهم ووصفوها بأشعارهم التي تتبعها معد البرنامج, حيث نقل لنا صورة كنا نقرأ عنها في الشعر فشاهدناه بأعيننا ووقفنا عليها من خلاله.
هذا مشروع بارز وناجح كنت أتمنى أنه يقدم من قناة محلية داخل المملكة وأن يحظى بالدعم لفائدته وقيمته الكبيرة ولكن في كل الأحوال نجحت قناة العربية نجاحاً باهراً في تقديم مادة مشوقة بتبنيها هذا المشروع الثقافي الكبير الذي يربط جيل اليوم بالتراث العربي القديم ويؤكد صدق ما كان يحفل به هذا الشعر من مواقع وآثار وشواهد وتاريخ والأهم كمية الإرث الثقافي واللغوي والقِيم الأخلاقية والتي نحن بحاجة ماسة للتذكير بها دوماً لنقف على ما كنا عليه وما أصبحنا فيه.