لا يُمكنني تصديق أن زوجاً سعودياً طلّق زوجته في مطار الرياض، لأنها أمسكت يده (برومانسية) وهما ينويان السفر، بعد أن كان ينهرها ويردد (فكيني يا مره) بمعنى (اتركيني يا امرأة) وهي تُصر على التعبير عن مشاعرها، حتى طلقها في نهاية الأمر، وكأن (مسك) يد الزوجة، أمر خارج عن الذوق العام !.
أحد (ما) كان يردد على مسامعنا ذات يوم (من خوارم المرؤة) مسك يد الزوجة في الشارع أو السوق، الرجل اليوم يقبل بالأمر ويدعوا له، ولا أعرف هل نخشى نظرة الآخرين ؟ أم أننا لا نُجيد مهارات التواصل بيننا كأزواج، ونخشى من كسر مهابة (سي السيد) بداخلنا، إحدى الدراسات السعودية تقول أن 12% من الأزواج السعوديين يُخفون الرومانسية عن زوجاتهم خوفاً من استغلالها من جانب المرأة، وحفاظاً على شخصية الزوج !.
القصة التي رواها الزميل الباحث د. عبدالعزيز الزير عبر شاشة التلفزيون السعودي (مُحبطة جداً)، وتعطي صورة خاطئة عن رومانسية (الزوج السعودي) بينما الحقيقة أنه الأكثر رومانسية، بشهادة العديد من التصنيفات والدراسات - بالأمس فقط - تحدثنا عن شبابنا ورومانسيتهم (المُفرطة) في الخارج، والتي هي نتاج (خلل عاطفي)، تعاني منه الكثير من شرائح المجتمع ؟!.
المرأة السعودية بشكل عام تتحمل جزءاً من (جفاشة زوجها)، فمن غير المنطقي تقبله لهذه (الرومانسية المفاجأة) في المطار مثلاً، بينما معظم بيوتنا (خالية تماماً) من أشكال الحب والتعبير والعاطفة!.
دعوني أخبركم عن تجربة أحد الأصدقاء، الذي نصحته أن يفجر (رومانسيته)، ويغير حياته، بشراء وردة، تكلفه يومياً (6 ريالات) من أحد المحلات على طريق عودته للمنزل، يقول كان الأمر في البداية جميلاً وممتعاً، ولكن بعد فترة وجدت أن زوجتي لا تهتم لأمر (الوردة) وترميها، قائلة إن هذه (الوردة) تُخيفها، لأنها تشك في تصرفات (زوجها)، وأصبحت الوردة سبباً للشجار !.
توقف (صديقي المسكين) عن جلب (الورد) للمنزل، فصرخت زوجته في وجه (وضعك يخوف) ليش وقف الورد ؟ أكيد فيك (بلا)، أو (خطتك انكشفت) ؟!.
آخر مره قابلته كان يتمتم على طريقة (فكيني يا مره)، لا أعرف هل (طلقها) أم تزوج عليها، (أمحق رومانسية) !.
وعلى دروب الخير نلتقي.